لليوم الخامس على التوالي، تنفذ نادية الهمداني، اعتصامًا أمام منزل الشيخ سلطان السامعي، عضو المجلس السياسي الأعلى بصنعاء، لتسليط الضوء على قضيتها المتعلقة بالميراث، والتي تعود جذورها إلى عام 2021.
في تصريحاتها عبر صفحتها على "فيسبوك"، أعربت الهمداني عن عزمها على الاعتصام أمام منزل الشيخ السامعي، المسؤول الذي تعرف عنوان سكنه، والقادر على نقل صوتها للمسؤولين لإيجاد حل لمعضلتها مع أبناء عمها.
وتشير إلى نفاد طاقتها وصبرها، مؤكدة أن قضيتها أكثر تعقيدًا مما كان متوقعًا، وتحكي عن خيبة أملها من الذين تخلوا عنها ولم يقفوا إلى جانبها في ظلمها، مشيرة إلى أن الدعم يُقدم فقط للأقوياء وأصحاب الثروات. وتتساءل إن كانت ستنادي "وا إسلاماه"، أو تستغيث بالقبائل والأحرار، أو تناشد الرجال والمشايخ والأعيان، أو تصرخ ليل نهار، لكنها متأكدة من أن لا أحد سيستجيب حتى لو ماتت في الشارع.
نادية الهمداني(منصات التواصل)
تبدأ قصة نادية وهي أم لولد وبنت، بنزوحها من مدينة تعز في أغسطس 2015، تقول في حديثها لـــ"النداء": "كنت أعيش في مديرية صالة، وأمتلك بيتًا، وعملت في بيع وشراء الأراضي، وعند اندلاع الحرب نزحت إلى صنعاء بشكل مؤقت، على أمل الرجوع إلى بيتي، ولكن الحرب طالت، واضطررت للعيش هنا".
واصلت حياتها في صنعاء دون مصدر دخل سوى ذهبها وما تبقى من مال، الذي أنفقته بالكامل بحلول عام 2018. تفاقمت معاناتها مع نزيف الدماغ أصابها في نفس العام، وعندما حاولت التواصل مع أهلها، تجاهلوها وتعاملوا معها كأنهم لا يعرفونها.
سافرت نادية للعلاج بالخارج مع ابنتها "تكريم"، تحملت ديونًا كبيرة، وباعت ممتلكاتها بخسارة، ثم عادت إلى صنعاء في 2020.
عادت إلى اليمن وهي مثقلة بالديون وصعوبات الحياة دون دخل، وفي ظل استمرار تجاهل أهلها لها، بدأت في البحث عمن يساعدها في المطالبة بميراثها من والدها في مديرية همدان.
تواصلت مع اللواء عبدالله الرزامي، قائد محور همدان، الذي وعدها بالعدالة ودعمها ماليًا في البداية. لكن بعد لقاء بين ابن عمها، المشرف التابع لجماعة الحوثي، واللواء الرزامي، تخلى الأخير عن وعوده، معتبرًا الأمر مشكلة عائلية، وفقًا لرواية نادية.
رغم شعورها بالخذلان، لم تستسلم، ولجأت إلى الشيخ سلطان السامعي، الذي أشار إلى شيخ آخر يدعى يحيى علي عايض، لمساعدتها. لكن دون جدوى.
توجهت إلى المحكمة في همدان، ودعت أحد أبناء عمها للمثول أمامها، لكنه رفض، مما زاد من عبئها، وأدى إلى شعورها باليأس والانكسار.
هددت نادية بإنهاء حياتها إذا لم تتم الاستجابة لمطالبها واستعادة حقوقها، لكن لم يتحرك أحد لمساعدتها.
تقول نادية: "بعد أن تحدثت عن قضيتي، ونشرتها، في البداية تواصل معي أشخاص قبل ستة، أشهر، من مكتب الصماد، ووقفوا معي موقفًا إنسانيًا، حيث نزلوا إلى همدان، وقابلوا أبناء عمي، ولكن مسألة حل القضية طالت".
وتابعت: "أخبرتهم أن يقطعوا جزءًا من الأرض، ويبيعوها حتى أستطيع تسديد ديوني، وأستطيع العيش، ولكنهم استمروا في تعنتهم حتى هذه اللحظة".
وبعد أن اضطرت نادية إلى ترك منزلها الذي كانت تعيش فيه بسبب تراكم الإيجارات عليها، إذ وصلت إلى مليون ريال، لم يبقَ لها سوى الشارع وبعض من الصديقات اللاتي يستقبلنها في بيتها تقديرًا للظروف التي تمر بها بسبب التأخر في النظر بقضيتها المتعلقة بالإرث.
في محاولة يائسة للفت الانتباه إلى قضيتها، ظهرت نادية، قبل يومين، في فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، تحدثت فيه عن خذلان المسؤولين، وعدم دعمهم لحقوق المرأة في المطالبة بالميراث. وناشدت كل من لديه ضمير أن يقف إلى جانبها، مؤكدةً أنها لن تستسلم، وستظل تطالب بحقوقها، مهما طال الزمن.
نادية الهمداني.. امرأة في صنعاء تخوض معركة الحرمان من الميراث
2024-05-18