تلتقي العائلات في شهر رمضان الكريم، روحانيًا من خلال طقوس العبادات الجماعية، أو عبر موائد الإفطار اليومية المليئة بالدفء الأسري.
أبعادٌ دينية وثقافية، تبرز جليةً خلال هذا الشهر، واتخذت أبعادًا مغايرة ونوعية في عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد، فرمضان هذا العام كان مختلفًا على المستوى الثقافي للعائلات العدنية.
حيث شهدت ليالي الشهر الكريم، ولأول مرة في مدينة عدن، مسابقة رمضانية، فكرية وثقافية، جمعت العائلات اليمنية، في تجربةٍ لفتت الانتباه.
تنافس العائلات
الفكرة نبعت ونُفذت من قبل ملتقى بصمة الثقافي والرياضي بمديرية البريقة، غرب مدينة عدن، وبرعاية الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي، واستضافها نادي شركة مصافي عدن.

واستمرت المسابقة أربعة أيام متتالية، وسط تنافسٍ مثير بين فرق العائلات العدنية المشاركة، تأهلت ثلاث عائلات للمرحلة النهائية، وهنّ عائلة مطنوش من مديرية التواهي، عائلة باحبيب من مديرية البريقة، وعائلة الكتبي من مديرية دار سعد.
وأسفرت النتائج النهائية عن تتويج فريق عائلة مطنوش بطلًا للمسابقة برصيد 29 درجة، في حين حل فريق عائلة باحبيب وصيفًا بـ 22، وجاءت عائلة الكتبي ثالثًا برصيد 12 درجة.
وفي ختام منافسات المسابقة قام نائب الشعبة الثقافية في الملتقى، سالم حديج، ورئيس نادي مصافي عدن، والشيخ سامي القعشمي، بتكريم الفائزين بالمراكز الثلاثة من البطولة.
الوعي الثقافي للأسرة
يقول رئيس ملتقى بصمة الثقافي، محمد الحامدي، إن فكرة المسابقة الثقافية للعائلات انبثقت عندما كنتُ وزميلي في الملتقى، أيمن القاضي، نعد الأنشطة الرمضانية، وكانت الفكرة -حين بدأت- أوسع وأكبر من خلال إقامة برنامج تلفزيوني للعائلات.
وأضاف في حديث لـ"النداء": لكننا فكرنا بتبسيط الفكرة لتكون تجربة ممكنة ومتاحة، مشيرًا إلى دور المبدع نور الدين الحربي، مدير مكتب رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي بعدن، الذي رحب بالفكرة وتبناها منذ الوهلة الأولى.

ولفت الحامدي إلى أن المسابقة الثقافية للعائلات العدنية تأتي ضمن اهتمامات الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي بالعاصمة عدن، وسعيها لتعزيز الدور الثقافي والاجتماعي للعائلات العدنية.
وأوضح أن الهدف من المسابقة الثقافية للعائلات هو تعزيز الوعي الثقافي والتعليم داخل الأسر، من خلال تشجيع المشاركة الجماعية بين أفراد العائلة الواحدة في الأنشطة المعرفية والفكرية.
كما تهدف المسابقة إلى تقوية الروابط الأسرية وتعزيز التعاون والتفاعل بين الأفراد، بالإضافة إلى تنمية مهارات التفكير النقدي والبحثي لدى الأطفال والكبار على حدٍ سواء.
نجاح لافت
فكرة المسابقة النوعية والجديدة على المجتمع اليمني، من الطبيعي أن تقود إلى التفكير بإمكانية وجود صعوبات وتحديات واجهت تنفيذ الفكرة.

وهو ما أكده رئيس ملتقى بصمة الثقافي، محمد الحامدي، الذي قال إن التحدي الأصعب الذي واجهته الفكرة هو كيفية إقناع العائلات بالمشاركة، مشيرًا إلى أن هناك عائلات كثيرة سجلت بغرض المشاركة، لكنها سرعان ما انسحبت.
وتابع: كما أن التحدي الآخر تمثل في موقع إقامة المسابقة، حيث كان أمامنا خيارًا وحيدًا ومناسبًا للعائلات هو نادي شركة المصافي، والذي رحبت بنا قيادته مباشرةً، عبر مدير العلاقات بالمصفاة ناصر شايف.