صنعاء 19C امطار خفيفة

بحثًا عن حقنة الحياة.. حملة لإنقاذ "مجد" من الموت

2025-03-24
بحثًا عن حقنة الحياة.. حملة لإنقاذ "مجد" من الموت
الطفل مجد ثروت ( منصات التواصل)

في أجواء رمضان التي تُجسد قيم الخير والعطاء، توحّد اليمنيون لإنقاذ حياة طفل أصبح محور اهتمام البلاد بأسرها، من أدناها إلى أقصاها، بل امتد صدى القصة إلى خارج اليمن.

 
الطفل مجد ثروت، البالغ من العمر عامًا واحدًا وشهرين، من مدينة عدن، يواجه خطر الموت؛ نتيجة إصابته بمرضٍ نادر يهدد حياته.
 
قصة مجد ليست مجرد مرض بل دعوة للتكاتف من أجل الحياة، فهو مصاب بمرضٍ يدعى "ضمور العضلات الشوكي" المعروف بمرض "وردنج هوفمان"، يتربص بحياته.
 
المرض يتسبب بضعف تدريجي في العضلات، وصعوبة في التنفس، ويُصنف بأنه المرض الأخطر بين أنواع الضمور العضلي، حيث أن نسبة 95% من المصابين به لا يعيشون.
لكن في عام 2019 تم اكتشاف علاج وُصف بـ"المعجزة"، وهو عبارة عن حقنةٍ وريديةٍ واحدة يجب إعطاؤها للمصاب بالمرض قبل بلوغه عمر العامين.
 
وهو ما ينطبق على حالة الطفل مجد، الذي ليس أمامه سوى أقل من 8 أشهر لإنقاذ حياته، كما أن التحدي الأكبر الذي يواجهه مجد الصغير أن قيمة الحقنة تبلغ 2 مليون دولار، وهو مبلغ عجزت عنه أسرته.
 
لهذا، تداعى الخَيِرون وأصحاب الأيادي البيضاء إلى حملة إلكترونية لإنقاذ الطفل مجد، وإعادة الأمل إلى والديه، بالحفاظ على حياته، وهي حملة بلغ صداها اليمن برمته، وتفاعل معها اليمنيون داخل البلاد وخارجها بمختلف توجهاتهم؛ وهدفت لتوفير مبلغ الحقنة.
 

 حقنة الحياة

 
يقول والد مجد، ثروت عنبول لـ"النداء": إن ابنه وُلد طبيعيًا، لكن بعد عمر خمسة شهور بدأ يعاني مشكلاتٍ في التنفس والجهاز التنفسي، كما ظهرت عنده مشكلات في الأعصاب.
 
ويضيف: "انكمشت رئتيه في عمر خمسة أشهر، والأطباء هنا في اليمن قالوا إن حياته ميئوس منها، وأنه سيتوفى، لكن بإرادة الله تحسنت حالته وتجاوز هذه المرحلة بعد مكوثه سبعة أشهر في المستشفى، غير أنه لم يستطع التخلص من التنفس الاصطناعي".
 
وأشار والد مجد إلى أن "المستشفيات اليمنية لم تستطع تشخيص المرض؛ كونه مرض نادر، لكن بعد فحص عينات من الدم في المستشفيات السعودية؛ بيّنت التحاليل الأولية أنه مرض "ضمور العضلات الشوكي" (SMA1) من النوع الأول المُميت".
 
ويواصل: "أخبرونا في السعودية أن علاج هذا المرض مكلف، ويحتاج 2 مليون دولار، وهو عبارة عن حقنة واحدة، تسمى حقنة الحياة، تؤخذ قبل أن يتجاوز عمر الطفل سنتين، ولو تجاوز العامين فلن يستفيد منها.
 

 الحملة مستمرة

 
كل يوم يمر من حياة مجد يعني فقدان فرص إنقاذه، حيث عملت هذه التكلفة الباهظة لحقنة الحياة إلى تداعي اليمنيين من كل مكان؛ عبر حملةٍ إلكترونية لتجميع مبلغ الحقنة؛ وإنقاذ حياة الطفل مجد.
 
المسؤول عن الحملة الإلكترونية، أبو أنس الصافي، تحدث مع "النداء" عن تفاصيل الحملة، وما الذي وصلت إليه.
 
وقال: الحملة طيبة، وتسير بشكل مُبشر، وإن كانت المبالغ بسيطة، لكن تسير وفق خطة محددة، وتعتمد هذه الخطة على جعل السهم الواحد بعشرة ألاف ريال يمني فقط، والمقصود هو مشاركة أكبر نسبة وشريحة من الناس.
 
وأضاف الصافي: لو كبّرنا السهم، فلن يتبرع كثير من الناس، خاصةً البسطاء منهم، لكننا بدأنا بهذه الخطة كمرحلة أولى، وهناك مرحلة ثانية للخطة، نجعل فيها قيمة السهم بمبالغ كبيرة، ونستهدف فيها كبار التجار ورجال الأعمال.
وكشف الصافي أن إجمالي ما تم جمعه في الحملة، حتى منتصف شهر مارس الجاري، بحسب ما هو موجود في كافة حسابات الحملة 682,925 ريال سعودي، وهو ما يعني 41,400 سهم.. معتبرًا أنه ليس بالمبلغ الكبير، ولا يتجاوز 10 % من المبلغ المطلوب.
 
ولفت إلى أنهم يقومون بصرف وتحويل المبالغ التي تصل إلى حسابات الحملة من الريال اليمني إلى الريال السعودي؛ بحكم عدم استقرار العملة المحلية.. متمنيًا من الجميع مزيدًا من التفاعل لإنقاذ حياة الطفل مجد.
 

 تحرك حكومي

 
التحرك الشعبي والجماهيري والتفاعل الكبير مع حالة مجد، دفع الحكومة اليمنية للتحرك هي أيضًا.
 
حيث كلفت وزارة الصحة العامة والسكان ، مدير عام التعاون الفني والمنح العلاجية بالوزارة لزيارة الطفل مجد، واستلام التقارير، وعمل خطاب بمنحة علاجية، بالإضافة إلى تقديم مساعدة مالية.
 
مصادر في وزارة الصحة أكدت لـ"النداء" أن التكليف تضمن مخاطبة الدول التي تقدم منح علاجية لليمن في مجال هذا المرض، بإمكانية استقبال مجد وعلاجه هناك في المراكز المتخصصة.
 
القائمون على الحملة نبّهوا إلى أن التحرك الحكومي لا يعني انتهاء الحملة، وشددوا على ضرورة استمرار التبرع وتجميع مبلغ الحقنة في أسرع وقت، حتى يكون مساندًا لتحركات الحكومة.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً