صنعاء 19C امطار خفيفة

رحيل قامة إعلامية يمنية.. لطف الخميسي يودّع الحياة بعد عقود من العطاء

2025-03-22
رحيل قامة إعلامية يمنية.. لطف الخميسي يودّع الحياة بعد عقود من العطاء

في مشهد مؤلم يعكس واقع النكران الذي يواجهه رموز الإعلام اليمني، غيّب الموت، يوم الخميس الماضي، الإعلامي القدير لطف حمود الخميسي، أحد روّاد التلفزيون اليمني، بعد صراع مرير مع المرض استمر لأكثر من عام ونصف، دون أن يحظى بأي التفاتة رسمية من الجهات المعنية أو قيادات طرفي الصراع.

 
كان الراحل أحد حراس الذاكرة اليمنية، وعقلًا تخطيطيًا بارعًا ساهم في حفظ وتوثيق تاريخ اليمن وأرشيفه المصور على مدى أكثر من سبعة عقود. ورغم ذلك، رحل بصمت، كما عاش سنواته الأخيرة بعيدًا عن أضواء التكريم التي كان يستحقها.
 

نهاية مؤلمة لمسيرة حافلة

 
وُلد لطف حمود محمد يحيى الخميسي في صنعاء عام 1956م، وبدأ شغفه بالإعلام في سن مبكرة، حيث التحق بإذاعة صنعاء وهو لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، مشاركًا في برامج الأسرة والأطفال والدراما الإذاعية. واصل تعليمه حتى حصل على بكالوريوس في اللغة العربية، ثم دبلوم دراسات عليا في الإذاعة والتلفزيون من العراق.
لطف الخميسي
وبحسب شقيقه، فقد خضع مؤخرًا لعملية جراحية في العمود الفقري بمستشفى العلوم، لكن خطأً طبيًا تسبب في نزيف حاد ونقص تروية الدم للدماغ، ما أدى إلى مضاعفات صحية استمرت حتى وفاته.
 

بصمات خالدة في الإعلام اليمني

 
على مدى عقود، لعب الخميسي دورًا جوهريًا في بناء وتطوير الإعلام اليمني المرئي، حيث تقلّد العديد من المناصب المهمة، أبرزها:
 
• مستشار المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون (2012 – حتى وفاته).
• مدير عام التنسيق والتنفيذ والمكتبات في تلفزيون اليمن حتى 2011.
• نائب رئيس قطاع التلفزيون، ونائب مدير عام البرامج، ومدير دائرة الاستعراض وإجازة الأفلام والمسلسلات.
• مدير تحرير الصحيفة المرئية (التليتكس)، وهي صحيفة جامعة فنية وثقافية وسياسية واجتماعية.
• عضو اللجنة العليا للمصنفات الفنية، وعضو اللجنة العليا للتخطيط البرامجي للإذاعة والتلفزيون.
 

إرث إعلامي يواجه خطر النسيان

 
كان الخميسي أحد المهندسين الأساسيين لخارطة البث التلفزيوني في اليمن، حيث تولّى رسم خطط البث اليومي والإشراف على المحتوى البرامجي لعقود طويلة. كما كان أحد المؤسسين لقناة الإيمان، التي كُلّف بالإشراف عليها، وكان له دور بارز في حصول اليمن على جوائز عربية في مهرجانات الإذاعة والتلفزيون.
ورغم إسهاماته الوطنية الكبيرة، لم تحظ وفاته بأي تعزية رسمية من قيادات طرفي الصراع، ما يعكس حالة الجحود التي يُقابل بها رواد الإعلام الوطني في ظل الاستقطابات السياسية الحادة.
 
برحيل لطف الخميسي، يفقد الإعلام اليمني قامة كبيرة ومرجعية إعلامية أفنت عمرها في خدمة هذا المجال. إلا أن صمته في لحظة رحيله، وسط تجاهل رسمي، لم يكن إلا تأكيدًا على رمزيته الوطنية واستقلاليته المهنية، في وقت بات فيه الإعلام ساحة للاصطفافات الضيقة.
 
رحم الله الأستاذ لطف حمود الخميسي، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً