كانت السماء تنذر ببعض رذاذ استعدادًا لهطول غيث لم يكتمل..
ذهبت بسيارتي إلى الغسيل..
لاحظته..
يقف بجانب "الدباب"، وبيده بايب الهواء، ينظف مخلفات الركاب..
شدني مظهره، مشدة مربوطة بطريقة توحي بالذكاء
وشكل لطفل من ملامح وجهه النباهة...
اقتربت..
أيش تفعل؟
أنظف الدباب حقي..
هل تسوقه أنت؟
أيوة
ممكن أصورك؟
ابتسم بمعنى الموافقة
جلست إلى إبراهيم والشاب الآخر يهيئ سيارتي للغسيل
لكن اهتمامي انصب في مراقبة حامد...
ذهبت إلى الجانب الآخر من البنشر
خضعت سيارتي ليد إبراهيم..
كان هو قد أتى بالدباب ووقف هناك وأخذ "اللَّي" وراح يغسل جوانبه
لاحظت أنه يشتغل باهتمام وحب..
اقترب مني بعد أن ناداه إبراهيم.. سألته:
إيش اسمك؟
حامد حميد
كم عمرك؟
15 سنة
الدباب حقك؟
حق خالي
وخالك فين؟
في سوق القات
ومن علمك السواقة؟
أنا، كنت أظل ألاحظ خالي كيف يفعل
والمدرسة؟ في أي مرحلة؟
في التاسع. أدرس وأشتغل على الدباب
كم تدخل في اليوم؟
أصفي خمسة أو ستة ألف
وأين ستستمر في المدرسة أو على الدباب؟
الاثنين
لا تتعب من السواقة طوال اليوم؟
أتعب، خاصة والمحرك تحت السواق مباشرة وأخاف من البواسير، وأضفت أنا:
والبروستات
تخزن يا حامد؟
قليل
كم تظل مخزن؟
ضحك: من الظهر إلى الليل
حامد، بهذا العمر، وعيناه اللتان تشعان ذكاء، الخوف أن يضيع كما ضاع الآخرون...
أشار له أحدهم..
قال:
ذلك خالي
قلت قبل أن أذهب:
لا يوقفك المرور؟
ضحك:
في من يسوقوا وأعمارهم سبع سنوات
أنا لا أمر في الشوارع الرئيسية
أشتغل في الشوارع البعيدة والخلفية...
لاحظت أن رقمه خصوصي!
قال سريعًا: لا هم راضين يعطونا أرقام وأجرة ولا نحن حريصين على ذلك
المهم نطلب الله...
سلام عليك يا حامد...
حي على العمل!
2024-03-18