صنعاء 19C امطار خفيفة

فصلية وتصدر عن بيت الشعراء: «غيمان».. تحية الكتابة الجديدة

2007-02-14
فصلية وتصدر عن بيت الشعراء: «غيمان».. تحية الكتابة الجديدة
فصلية وتصدر عن بيت الشعراء: «غيمان».. تحية الكتابة الجديدة - جمال جبران
< غابت «أصوات» بعد عددين أو ثلاثة ولم يسأل وراءها أحد. راحت تلك المجلة المختلفة في النسيان تماماً ولم ننتبه على الرغم من كثافة الحالة الثقافية التي فعلتها في المناخ الكتابي حينها.

إذ كانت «أصوات» لا معة وتتغنى بالكتابة الأجد وتفعل لها عرساً، ولو كان على ورق.

لكن وبعد كل ذاك النسيان الذي فعلناه فيها، نذكرها الآن ونستعيد عطرها وحضورها الذي فعلت، ونبتهج.

والمناسبة «غيمان».

< مجلة أدبية فصلية تعني بالكتابة الجديدة وتصدر عن بيت الشعراء في اليمن.

< لكأن ولادة هذه ولادة ثانية للأولى، وخلق ثان، لكأن صدور العدد الأول من «غيمان» إعادة اعتبار للكتابة المختلفة، الأنيقة والتي كانت في «أصوات»، بجديدها وأجدها.

الكتابة التي تغادر المألوف والمكرور واصلة إلى تخوم كتابة تحتفي بالمبتكر الجاد والذاهب في فرادته. كتابة تقول «أن الشعر هو المعافى الوحيد في هذا الوطن المبتلى بديناصورات الديكتاتورية الغاربة، ووحوش الهيمنة الكاسرة، وعتمات الجهل الموروث». بحسب تثبيت الشاعر عبدالعزيز المقالح لما يذهب إلى تأكيده نقاد كثير - عرباً وغير عرب. وهو ذهب في «أول الكلام» أو ما يشبه افتتاحية أولى للمجلة، إلى قوله أن «غيمان»، هذا الوليد اليماني الجديد»، تطمح «أن تكون وعاءً إبداعياً يقدم للقارئ أحدث نتاجات المشهد الابداعي شعراً ونقداً»، مؤكداً ومتمنياً أن تكون «غيمان» بشرى حلم بالمحبة والألفة، كما و«علاقة تتلاشى عندها الخصومات الأدبية المجانية بوصفها بضاعة مغشوشة فاسدة لا تحتضن سوى الافلاس ولا تطرح سوى الكراهية. وعليه ستفتح «غيمان» جغرافيتها لحوار حر ونقاش علمي ورأي مغاير لا يلغي الآخر أو يصادره».

< لكن «ليس الشعر الآن بهذه البطولة» يقول عباس بيضون كاتباً بمناسبة مرور خمسين عاماً على صدور مجلة شعر، وفي الوقت ذاته تصدر «نقد» من بيروت أيضاً، وعالمها الشعر ونقده كما والاحتفاء به.

و«غيمان» بدورها تصدر في صنعاء وتحتفي بالكتابة الجديدة والشعر خطها العريض، إذ وصدورها عن «بيت الشعراء»، هو احتفاء بالشعر إذن، وهذا زمنه. وقته الآن الذي نعيش ونساير.

هو احتفاء عريض وبصوت عال بالشعر في مناخ لا يبدو فيه «معقولاً» أي حديث عن «ترف» في زمن الحروب المتوالية. والجري وراء لقمة الاطفال.

هو احتفاء عريض وباهر بالكلمة وبأصحابها الماضين في خلق وابتكار زمن آخر مواز، زمن آخر ملائم للعيش والحياة. زمن أكثر رحابة وأقل خوفاً وخال من الحروب والمعارك التي ضد الريح.

< هنا احتفاء بسيط وعابر بـ«غيمان» وبما أحدثه وجودها وولادتها الثانية. احتفاء سريع لا يبغى غير تهنئة وترحيب وإعلان حب أولي له أن يمتد لصقاً بتطاولها ورواح عمرها في السنوات الكثيرة القادمة.

احتفاء ينتبه وملقياً نظرة حنين صوب «أصوات» والآن حياتها الثانية. احتفاء، ربما بصوت خفيض. اذ علمتنا التجارب وهذي البلاد أن لا شيء يستمر، ولا شيء يبقى.

البلاد التي لا تعرف عاداتها أو الحفاظ عليها.

البلاد التي تنسى سريعاً ولا تقوى على مد جسور أبدية مع الجميل والمبتكر.

لـ«غيمان» هنا تحية وعرس.. ولـ«بيت الشعراء» أكثر من تحية وأكبر من عرس.

إقرأ أيضاً