كانت حانة "ستيرنكيرباو" في مدينة ميونيخ، هي منصة الانطلاق الأولى بالنسبة للجندي أدولف هتلر (مولود في ٢٠ أبريل ١٨٨٩)، ففي تاريخ ١٢ سبتمبر ١٩١٩ كان مكلفًا من قبل قسم الاستطلاع والدعاية في الجيش بالاندساس في أوساط النازيين المجتمعين في الحانة للتجسس عليهم ورفع تقرير عما يدور، وأثناء متابعته للنقاشات المحتدمة انقطع عن تدوين ملاحظاته حين تناهى إليه أنه يسمع نفسه بأصوات أخرى تعبر عن أفكاره الخاصة المناهضة للشيوعية والمعادية للسامية، وبدلًا من أن ينجز التقرير قفز بغتة إلى إحدى الطاولات وألقى خطابًا ناريًا ألهب حماسة الجموع، وحل الصمت في الصالة، فقد أعجب الجميع لأنه كان يتحدث بشغف وغضب وحقد، وسرعان ما أدرك أن صوته جذاب عندما حملق بالذاهلين من هذا الوافد الأعجوبة.
النازية في الجامع (صورة مدمجة)
كانت الحانة يومها تكتظ بزعامات الخلايا النازية التي تخمرت وتشكلت من رماد الحرب العالمية الأولى التي انهزمت فيها ألمانيا وفرض عليها التحالف الفرنسي -البريطاني معاهدة فرساي التي قضت بتغريم ألمانيا ٢٦٠ مليار قطعة ذهبية، ما يعادل ٢٦٠ مليار دولار اليوم، واستولى الحلفاء على خُمس الاقتصاد الألماني، وجردوا الألمان من مستعمراتهم، وأجبروهم على التخلي عن ١٣٪ من أراضيهم، كما أجبروا أكثر من ٧ ملايين ألماني على التخلي عن جنسيتهم ليصبحوا رعايا في دول أخرى مثل بولندا وتشيكوسلوفاكيا.
لقد كانت اتفاقية مذلة ومهينة لألمانيا العلية، ضاعفت من حجم الهزيمة التي تفشت على إثرها الفوضى والعنف والجوع والبطالة والانقسامات الحادة، وسياسات التطرف اليسارية واليمينية.
في الوسط اليميني برز صوت الكاتب والشاعر في ميونيخ أوتريخ إيكارت الذي اشتهر بجرأته وجهره في معاداة اليهود، وكان على علاقة وثيقة بمجموعة سرية غامضة تؤمن بتفوق العرق الآري، وتعقد عليه الرهان بخلاص ألمانيا.
كان إيكارت وغيره من نخبة اليمين منحبسين في لحظة انتظار ظهور "المخلص" أو "المخلص المنتظر"، حسب تعبيره.
وفيما كان يدير النقاشات في الحانة ذلك اليوم، انشد إلى هتلر من أول قفزة إلى المنصة، وراح يستمع إليه ذاهلًا حتى دهمته الحالة الأرخميديسية، وهتف في أعماقه: وجدتها... إنه هو، هذا هو "المخلص" بشحمه ولحمه وصوته وشعره الأشقر، وبالشرر المتطاير من جمرات لسانه.
من تلك اللحظة تعهد برعايته وصقله، وترتيب هندامه، وتمرينه على استخدام ربطة العنق، وتعليمه آداب الطعام في موائد الكبار حين شرع بتقديمه إليهم مع غمزات وإشارات إلى أنه: المنتظر.
إيكارت المثقف والكاتب المعروف كان يدرك أنه يفتقد نقطة التماس مع الحشود، وإلى الموهبة المنبرية، وقد وجد ضالته في هذا الوافد.
وفي اجتماعات الحانات كانت الجماعات النازية تلتقي على خط إيمانها بأن العرق الآري الخارق ما كان له أن يضعف إلا بسبب اختلاطه بالآخرين، بأعراق أدنى منه، ملوثة وفاسدة، أصبحت مسيطرة على "أمة الفداء"، حسب تعبيرهم.
كان إيكارت يتباهى باكتشافه لمؤامرة عالمية استهدفت ألمانيا يقف وراءها البلاشفة والاشتراكيين واليهود بالدرجة الأولى، فهؤلاء "عازمون على تدمير الثقافات من داخلها وإفساد جوهرها".
كانوا يتحدثون بصخب ومن غير إظهار أي دليل على صحة ما يقولون، وتركز هَمهم على أن يصبح معتقدهم محوريًا، وأن تتخطى رسالتهم النخبة لتصل إلى الحشود والمنبوذين والجنود والضباط العائدين من الجبهات منكسرين ومحبطين، تتآكلهم مشاعر الغضب والانتقام بعد أن ذاقوا طعم الإذلال، وانتشر العنف، وأصبح كبار الضباط عرضة لهجمات قطاع الطرق واللصوص.
أعلام الصليب المعقوف النازي وملصقات الاحتلال - متحف كراكوف 1939-1945 - في مصنع أوسكار شندلر - كراكوف - بولندا (آدم جونز flickr)
في هذا الخضم اشتدت الحاجة إلى العقيدة وإلى الإيمان بالعرق الآري كقوة حضارية محركة للتاريخ، وبما هو العرق الأفضل، وذلك ما أرادته لهم العناية الإلهية والطبيعة، حسب أدبياتهم.
وصار استذكار أمجاد الماضي هو المنفذ المطلوب للنأي بالنفس عن الواقع المهين، ولملمة أشتات الهوية.
مع مطلع عشرينيات القرن الماضي، أصبحت الحانات الصغيرة حاضنة للحركات السياسية، وصارت أزقة الحواري مرتعًا للمجموعات الشريرة المعادية للسامية، والمثيرة للضوضاء، وفي البدء، لم يأخذها أحد على محمل الجد.
كان إيكارت يكثر من استخدام كلمة "المخلص" المتحدر من سلالة عريقة كقائد عظيم يتمتع بعينين ناريتين... وأخذ على عاتقه مهمة تأهيل هتلر وتقديمه إلى الداعمين الأثرياء، وتشجيعه على تطوير أسلوبه الخطابي الآسر للجماهير بوعوده وتعهداته بالثأر لألمانيا، وقد تجلت العبقرية، هنا، في بساطة وسهولة عرض الأمور كيما يتذكرها ويكررها الناس، ويتسع نطاق تأثيرها واستقطابها للمزيد من الأتباع.
كانوا بحاجة إلى الصرخة والشعار والرايات والهتافات وجوقة من الصحفيين والكتبة، ومليشيا ودماء، وقد تطوع إيكارت بالصرخة: "استيقظي ألمانيا"، وحصل الحزب على شعار جديد، وهو شعار آري قديم، الصليب المعقوف.
واتسع زخم الحركة بالتفاف المنبوذين والبطالين والأبطال السابقين المحبطين، والبالغين والأطفال، وعصابات الجريمة، إلى جانب التفات بعض النافذين والقادة العسكريين الذين خدموا في الجيش، وعشقوا القتال، ووقعت أيديهم على مخازن أسلحة الجيش، واشتغلوا في تهريب وتجارة السلاح، وبرز منهم من كانت شخصيته كريهة، متنمرة، مدمنة نفوذ وسلطة، ليصرح بغرامه الشديد للناطق الرسمي باسم الحركة (هتلر)، واشتعاله بالرسالة النازية، واستعداده لتأسيس المليشيا: كتيبة العاصفة.
وفيما كان إيكارت يواصل مشوار تسويقه لهتلر كـ"مخلص" لألمانيا، كان هتلر أصبح على قناعة بأنه قد صار بمقام "يوحنا المعمدان" و"المنتظر العظيم" الذي يتمتع بقوى خارقة، وحينما خلعوا عليه لقب "الفوهرر" أو القائد المتعالي وغير القابل للمساءلة تقبل الأمر بقليل من الاكتراث، فقد صار جامحًا في رفضه لأي حوار مع الأطراف السياسية الأخرى بما في ذلك القريبة من حركتهم، وتمرد على رئيس الحزب عندما علم أنه يتحاور مع قوى سياسية أخرى، وعبر عن غضبه من محاولات تلويث الحزب النازي، ولوح بالاستقالة، ثم طالب بانتخابات عاجلة لرئاسة الحزب، وفاز بالأغلبية الساحقة، وتسلم كامل السلطة على الحزب، وغدا سلطة دكتاتورية.
بالتلازم مع هذا الإقلاع السريع لهتلر، وفيما كان النازيون منظمة صغيرة وهامشية، فقد استحوذهم هاجس بناء العضلات المسلحة للحزب من أول وهلة، وتسارعت عملية بناء الجناح العسكري -في البدء سمي القسم الرياضي- التي بدأت في العام ١٩٢١، بحوالي ٣٠٠ عنصر، لتتجاوز الـ٣٠ ألفًا بحلول العام ١٩٢٣، وبالتوازي معها أطلقت عملية بناء الوحدات الأمنية الخاصة.
وكما تكفل بعض الجنرالات بتدريب الجيش السري، فقد أوكلت مهمة بناء القوة الأمنية لأكثر الشخصيات إجرامًا ووحشية وعداء للسامية و"الغرباء"، وضمن هذه الوحدات تشكلت وحدة المحاربين الخارقين، نخبة الرؤية النازية من ذوي القمصان البنية والسوداء، وكان المكلف بهذه المهمة يحرص على ريادة العرق الآري، والرجولة الألمانية، ويحرص على أن يعكس المظهر الخارجي قيمة العرق، ويراجع الصور تحت المجهر، ويستبعد من لا يطابقون النموذج الآري، وكان على المرشح للخدمة في الأمن أن يثبت نسبه "شجرة العائلة" رجوعًا حتى القرن الثامن عشر.
في غضون عامين أصبح لدى الحزب النازي قوة ضاربة، وانتفخ هتلر بمشاعر الزهو والطاووسية، وتملكه الإحساس بفائض قوة يحتاج إلى تصريف، وفي ٢٦ سبتمبر ١٩٢٣ اتخذ القرار بالترتيب للانقلاب انطلاقًا من الاستيلاء على العاصمة البافارية ميونيخ، ثم الزحف على برلين اقتداءً بتجربة القائد الفاشي الملهم موسوليني الذي زحف على روما على رأس مليشيا من ٣٠ ألف عنصر، وحصل على التأييد الشعبي.
لقد اتخذ قرار الإعداد للانقلاب في مناخات أزمة طاحنة، وتدخل أجنبي، ومجاعة، وهي المناخات الملائمة لتخصيب المليشيات والتسريع بتنفيذ الانقلاب في ٨-٩ نوفمبر ١٩٢٣، إذ أطبقت قوات العاصفة على معظم أرجاء المدينة، ولكنها أخفقت في اليوم التالي حين أفاقت بعض وحدات الجيش من الصدمة، واستعادت السيطرة على المدينة بعد َمعركة قتل فيها ١٦ عنصرًا من الحزب النازي، وهرب واعتقل معظم القادة، بمن فيهم هتلر الذي انكسر في الأيام الأولى من اعتقاله، حتى إنه فكر بالانتحار لولا مساندة رفاقه في السجن، وتشجيعهم له بالتفرغ لـ"التنظير" وتقطير هلوساته في كتاب مقدس للنازيين: "كفاحي".
قبل انعقاد المحكمة هجس هتلر بمنصة موعودة، فارتفعت معنوياته، إذ ليس ما هو أحب إليه من المنصة، وفي المحكمة كانت المنصة في انتظاره، ولم يطلب الرحمة، وإنما انطلق في الهجوم ليقلب الموقف كله في صالحه كناطق رسمي بلسان "مظلومية" الأمة، وزعم أن الرب الذي انتدبه لإنقاذ بلاده لن يتخلى عنه، وأن الشعب الألماني يستحق من يثأر له، وقد نذر نفسه لذلك، وفي اليوم التالي أصبح خبرًا رئيسيًا في الصفحات الأولى لصحافة عالم تلك الأيام.
لقد أصبح معروفًا على نطاق واسع، والمذهل أنه أظهر قدرة استثنائية على تحويل الكارثة إلى نصر، وتقمص دور الواعظ الحكيم، الضحية، المخلص، ليستأثر بإنصات القاعة التي دوت بالتصفيق الحار فور انتهائه من خطابه.
وبدلًا من أن يحكم عليه بالإعدام أو بالسجن لسنوات طويلة لارتكابه خيانة عظمى، حكم عليه بالسجن ٥ سنوات لم يقضِ منها غير بضعة أشهر ليحصل بعدها على إطلاق سراح مشروط بامتناعه عن الخطابة حتى العام ١٩٢٧.
كان واضحًا أن السلطات البافارية عمومًا والقضائية خصوصًا، تعاطفت معه، حتى إن غرفته في السجن تحولت إلى بلاط يستقبل فيه الزوار، ويحصل على ما يريد، وهناك اقتنع بأن القضاء على الديمقراطية لن يتم إلا باعتناقها، وجهر بالتزام الخيار الديمقراطي، ولم ينقطع عن التوجيه، من وراء ستار، بتقوية الجناح العسكري والأمني للحزب.
بحلول العام ١٩٢٤ تحسنت الأوضاع الاقتصادية بدعم ملحوظ من القروض الأمريكية، وانكمشت شعبية الحركة النازية، وحصلت في انتخابات ذلك العام على أقل من ٣٪ من أصوات الناخبين، وكذلك كان حالها في انتخابات ١٩٢٨.
في الأثناء لم يلتزم هتلر بالتوقف عن الخطابة، والتأكيد على أن كارثة كبيرة تتربص بألمانيا، وهي وشيكة الحدوث، وفي يوم "الثلاثاء الأسود" ٢٩ أكتوبر ١٩٢٩ تدلى أمامه حبل النجاة حين انهارت البورصة الأمريكية "وول ستريت"، وطالب المستثمرون باسترجاع قروضهم من ألمانيا، وبين ليلة وضحاها ارتكست البلاد إلى الفوضى والإفلاس، وشخصت الأنظار نحو هتلر الذي تحول إلى نبي، ومع اندلاع الاضطرابات حصل النازيون المتعطشون إلى السلطة، على فرصتهم الذهبية.
في الانتخابات البرلمانية المبكرة التي انعقدت في العام التالي للانهيار، فاز النازيون بالمركز الثاني في البرلمان، وشرعوا في تنفيذ خطتهم للانفراد بالسلطة بالوسائل القانونية بالتلازم مع تعزيز قوة العاصفة والاستخبارات السرية، أمن الحزب.
ومع دنو موعد انتخابات ١٩٣٣ وصلت حملة الدعاية النازية التي أدارها جوبلز، إلى الذرة، فهو لم يكتفِ باقتحام الحانات والفنادق واستخدام الشاحنات ومكبرات الصوت وتوزيع الصحف والمنشورات، وتحويل كل مناسبة عزاء أو عرس إلى مهرجان نازي، بل اعتمد على مقاربة مبتكرة باستخدام المؤثرات المسرحية عند تقديم هتلر في سياق حملة "فوق ألمانيا"، إذ كان يطير من بلدة إلى أخرى على متن طائرة، ويتم تصويره كأنه ملاك الانتقام الهابط من بين الغيوم، وكان لذلك تأثير كبير على شعب يتطلع إلى منقذ.
وفاز النازيون في الانتخابات بحصوله على نصف المقاعد، وبعد الفوز أجبروا المستشار الألماني هندنبرج على الاستقالة، وأصبح "الفوهرر" هتلر هو رئيس الحكومة والمستشار، وانتقل النازيون من جماعة إرهابية وبلاطجة شوارع إلى حزب سياسي مشارك في الائتلاف الحاكم مع الحزب الاشتراكي اليساري.
لقد قبلوا بالائتلاف على مضض، فهتلر لا يقبل بأي شريك، وقد أصبح يتقدم مسيرات قوات العاصفة في شوارع برلين في احتفالات صاخبة كانت كفيلة بإدهاش العالم ولفته إلى ما سيأتي، لكن التفاتة العالم تأخرت إلى أن وقع المحذور...
مع الصعود إلى السلطة تزايد دور القوات الخاصة "الجستابو"، وبدأت تمارس دورها في التجسيد الرهيب لحالة الرعب، وقاد الحزب النازي حملة شرسة ضد الشركاء في الحكم، ودبروا لمكيدة إحراق مقر البرلمان (الرايخستاغ)، واتهام الحزب الشريك بذلك وصولًا إلى التهامه بإعصار من الملاحقات والتصفيات الجسدية والاعتقالات وتفجير المنازل والمقرات، وتحت غطاء "إعلان الطوارئ" أغلقت الصحف، وجرت السيطرة على كامل الأثير الإذاعي في ألمانيا، وألغيت التعددية السياسية، وفرضت الثورة النازية التي بشر بها "قائد الثورة" هتلر حينما وعد رفاقه وهو في السجن أن الثورة ستكون بعد الاستيلاء على السلطة عبر الاقتراع.
ومن لحظة امتلاكهم السلطة المطلقة، باشروا بهجومهم المباشر على اليساريين واليهود والمثليين والمعوقين والغجر، واشتغلت ماكنة الحرب بوتيرة متسارعة متغذية بزيت النزوع الإمبراطوري للهيمنة على العالم من قبل العرق الآري، وتحولت تلك العصبة من المنبوذين إلى خطر يهدد العالم برمته، فقد دأبت زعامة الرايخ الثالث بقيادة هتلر على الدخول في مفاوضات وإبرام معاهدات سلام مع دول المحيط الأوروبي، لتنكث بها في اليوم التالي، وذلك هو ديدن المليشيات والعصابات الإجرامية حين تؤول إلى دولة، فهي لا توقع على أية معاهدة إلا من أجل كسب الوقت.
خلال ١٥ سنة سيطر الحزب النازي على كامل أوروبا تقريبًا، ووصل إلى عتبات موسكو، وارتكب أكثر الفظائع وحشية، وقد أسهمت في تخليق هذا الوحش عوامل داخلية وخارجية، ومهادنات وتخاذلات، وأجواء عشرينيات القرن الماضي التي غدت تستحضر وتستعاد في عشرينيات الألفية الثالثة، إذ تدهم عالم اليوم جائحة نازية متحورة، متناثرة، برية، معولمة، ومكشرة عن أنياب ومخالب نووية.
في الموضوع التالي سنحاول مقاربة النسخة النازية اليمنية "الحوثرانية" التي بدأت من كهف ووصلت إلى أعالي البحار، في مسيرة، لا تختلف كثيرًا، عن تلك النسخة التي انطلقت من حانة لتنتهي منتحرة في قبو.
https://twitter.com/i/status/1776660026028904482
هامش:
ارتفع مؤخرًا منسوب الأفلام السينمائية والوثائيقةالتي تنتجها وتبثها منصة "نيتفلكس"، وتتطرق إلى صعود النازية وسقوطها، وقد تابعت جل تلك الأفلام والمسلسلات المترجمة، وآخرها الوثائقي الذي يدور حول هتلر وحلقة المقربين منه، واستمعت لمداخلات الفلاسفة والمؤرخين وعلماء الاجتماع، وكانت أحاديثه ملهمة بالنسبة لي، ومرجعي الأول.