كانت المعلمة، نسرين أديب، تتأهب صباح الثلاثاء الماضي، للصعود على متن حافلة مدارس الارتقاء الأهلية بمدينة عدن، برفقة طفلها (7 سنوات)، قبل أن تتلقى رصاصات قاتلة من طليقها.
تخضبت مقاعد الحافلة باللون الأحمر من جثة المعلمة نسرين، وتَملّك الرعب من التلاميذ الأطفال المتواجدين على الحافلة، بعد أن رأوا معلمتهم مضرجة بدمائها.
حادثة هزت مدينة إنماء السكنية، بمديرية البريقة، غرب محافظة عدن التي شهدت الجريمة، وباتت قضية رأي عام شغلت الجميع في المحافظة.
ورغم مرور أيام على الجريمة، إلا أن قاتل المعلمة نسرين مازال طليقًا، كما لم يصدر عن إدارة الأمن بمدينة عدن أي تصريح أو بيان عن الواقعة.
"النداء" حصلت على معلومات من جيران القتيلة، أشاروا فيها إلى وجود خلافات سابقة بين الضحية وطليقها، ربما كانت دافعًا لما قام به، مثنيين على المعلمة القتيلة وأخلاقها.
الجريمة أضحت حديث المدينة، وقضية القضايا على منصات التواصل الاجتماعي بعدن؛ ما دفع بروادها والناشطين فيها للكشف عن تفاصيل دقيقة، رصدتها "النداء".
وقال الصحفي، عبدالرحمن أنيس، إن "المعلمة المغدورة كانت قد قدمت بلاغًا سابقًا إلى الشرطة بأن القاتل ألقى قنبلة على منزل أهلها حيث تقيم، لكن البلاغ لم يُؤخذ على محمل الجد".
وأضاف أنيس في تغريدةٍ على "إكس": "لو أن الجهات الأمنية تحركت وقت تقديم الشكوى، لكانت المعلمة الآن بين أطفالها، لكن حتى هذه اللحظة، القاتل ما زال فارًا من العدالة، ونأمل أن يتم القبض عليه في أسرع وقت".
ودعا: "لا تنسوا دماء المعلمة التي أُريقت في شارع عام بمدينة عدن، مخلفةً وراءها ثلاثة أطفال أيتام، وتذكروا أن القاتل لا يزال هاربًا من وجه العدالة".
واختتم الصحفي اليمني تغريدته: "نحن في بلد لا يتحمل المسؤول مسؤولياته ولا يحترم نفسه إلا بعد أن تصبح القضية حديث الرأي العام".
يذكر أن مدرسة الارتقاء الأهلية أصدرت، الأربعاء، نعيًا للمعلمة، عبرت فيه عن "أسفها الشديد" لفقدانها أحد كوادرها التربوية، التي كانت مثالًا في الانضباط والالتزام والكفاءة والأخلاق العالية.
ووصفت المَدرسة الحادثة بـ"الجريمة الهمجية"، التي تمت والمعلمة على متن أحد باصات المدرسة أمام طلابها الصغار، داعيةً السلطات الأمنية سرعة إلقاء القبض على القاتل.
وأضاف النعي: الجريمة تنم عن الحقد والكراهية والتخلف الذي وصل إليه بعض البشر الذي لا يحملون أي وازع ديني ولا قيم أخلاقية ولا شرف ولا كرامة، وبطريقة دنيئة يصوب بندقيته نحو امرأة عزلاء.
