بعد قراءة في مصادر متنوعة حول أبو محمد الجولاني (أحمد حسين الشرع)، هذه أهم الحقائق التي خرجت بها عن الشخصية المركزية في الحدث السوري الراهن:
ولد في الرياض عام 1981م، حيث كان والده حسين الشرع حينذاك منفياً في السعودية بتهمة أنه "بعثي يميني" حسب مصطلحات تلك الفترة. فقد كان معارضاً للأسد ومؤيداً لصدام والبعث العراقي، وهو رجل اقتصاد له عدة مؤلفات في هذا الجانب.
عاد حسين الشرع الأب إلى دمشق عام 1986م مع عائلته، وفي حي المزة قضى ابنهم أحمد فترة طفولته ومراهقته. وقيل إنه وقع في غرام فتاة "علوية" لكنه لم يرتبط بها.
بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003م، بدأ الشاب أولى مغامراته، حيث التحق بفصائل مقاومة الاحتلال الأمريكي، وتحديداً تنظيم القاعدة بقيادة الزرقاوي.
تم القبض عليه والزج به في أحد سجون الاحتلال الأمريكي في العراق لمدة خمس سنوات.
بعد إطلاق سراحه من السجن عام 2009م، التحق بصفوف القاعدة مجدداً وصار من قياداتها الميدانيين البارزين.
مع موجة "الربيع العربي" عام 2011م، قرر تنظيم القاعدة في العراق مساندة الانتفاضة في سوريا ضد نظام الأسد.
بانتقاله إلى سوريا عبر الحدود، شرع الجولاني مع آخرين في تأسيس جبهة النصرة بوصفها الفرع السوري من القاعدة المكلف بمهمة خاصة.
عام 2013م، أدرجته الولايات المتحدة الأمريكية على قائمة الإرهاب، وتم الإعلان عن مكافأة تقدر بـ10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه. وكذلك صنفته دول الاتحاد الأوروبي، "والأغرب أن تركيا أعلنت تصنيف هيئة تحرير الشام جماعة إرهابية".
عام 2017م، أعلن الجولاني رسمياً الانشقاق عن تنظيم القاعدة وتغيير اسم المنظمة من جبهة النصرة إلى هيئة تحرير الشام. "قال الجولاني مؤخراً إن هذه المنظمة وسيلة لا غاية وأنها قد تحل نفسها في أي لحظة".
انفرد الجولاني بحكم مدينة إدلب السورية وبعض المناطق على مدى السنوات الماضية، ويقال إنه حاول تقديم نموذج للحكم يميل فيه إلى الاعتدال بالقياس طبعاً إلى سلوك المجموعات المتشددة الأخرى مع احتفاظه بطابعه الديني الإسلامي.
سعى الجولاني مع مرور الوقت إلى تمييز نهجه تدريجياً، لا سيما في التعامل مع الأقليات عن نهج تنظيم داعش.
ومن الدلائل التي يسوقها أنصاره على اعتداله، مثلاً، أنه وافق عام 2022م على افتتاح كنيسة للمسيحيين في إدلب، ونسج مع أعيان الطائفة المسيحية علاقات ودية ودعا المهجرين منهم للعودة إلى ديارهم واشترط عليهم فقط عدم قرع الأجراس.
وهكذا، فإلى جانب تحولات وانتقالات الرجل الحادة في العقيدة والموقف، هناك تحولات في المظهر والزي والأسماء والكنى:
ومن رداء القاعدة وداعش -العمامة واللثام- وصولاً إلى الزي العسكري لتنظيم مسلح يتبنى أجندة محلية "وطنية".
ومن رفضه للعلم الوطني الذي ترفعه بعض فصائل "الثورة السورية" حيث اعتبره رمزاً جاهلياً إلى تبنيه ورفعه في مكتبه ومناطق توسع قواته.
ثم التبدل في الأسماء والكنى، وأولها أوس الموصلي ثم الفاتح أبو محمد الجولاني وأخيراً إشهار اسمه الأصلي أحمد الشرع!