صنعاء 19C امطار خفيفة

جميل الصامت.. زيارات متكررة لسجون تعز بتهمة الكتابة

2024-12-05
جميل الصامت.. زيارات متكررة لسجون تعز بتهمة الكتابة
جميل الصامت

أمضى جميل الصامت هذا الأسبوع يومين في سجن الاحتياط التابع لإدارة شرطة تعز، ويومًا آخر في حجز النيابة، وأمس كان في جلسة محاكمة في محكمة صبر، في قضية نشر رفعتها قيادة الجيش يتهم فيها بإهانة رمزر الدولة.

 
منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، زار الصامت أغلب سجون السلطات المتعاقبة، بما فيها أحد سجون تنظيم أنصار الشريعة الطارئ على المحافظة في العام 2016م، أفلت بأعجوبة من مقصلة التنظيم، وشعر أنه عاد إلى الحياة من جديد.
 
بدأ التربوي الصامت الكتابة بقضية صراع الماء الذي فجرته قيادات عسكرية بين أهالي قراضة والمرزوح، وكان المتهم رقم 69 بتهم تكدير السلم في المجتمع، كما تم اعتقاله لأيام وإطلاق سراحه بتهمة إهانة الرئيس الأسبق صالح.
 

مؤخرًا، اتجه الصامت للكتابة عن السجون وأوضاع السجناء في كل مرة يتم استدعاؤه من قبل السلطات بتهم النشر.

العام الماضي أمضى أيامًا يدون أوجاع السجناء وسوء التغذية في سجن الاحتياط التابع لشرطة تعز، بعد توقيفه على خلفية انتقاده أداء الأمن العام، ليتم إطلاق سراحه من قبل النيابة.

 

تقدم الصامت للعضوية في نقابة الصحفيين في العام 2005، لكنه لم يتابع، وربما لم يستكمل ملف العضوية، إذ كان يكتب لعديد صحف قبل الحرب، لكنه الآن يكتفي بالنشر على منصات التواصل الاجتماعي.

 
في حديثه لـ"النداء" عن السجون وكيف استقبلته، يعقد مقارنة بين زيارته العام الماضي لسجن الاحتياط، وهذا العام، مشيرًا إلى أن وضع سجن الاحتياط أصبح أكثر اكتظاظًا بمن يصفهم بالعابرين، خصوصًا بعد فتح منفذ القصر.
"أتيحت لي قبل أيام فرصة الدخول إلى سجن الاحتياط التابع لشرطة تعز. وهي فرصة ربما لم تتح لآخرين من الصحفيين والكتاب".
يضيف الصامت في حديثه لـ"النداء": ساعات كانت تكفي لتقييم الوضع البائس الذي وصلنا إليه، والذي أفرزته الحرب.. يزج بالعشرات يوميًا بمزعوم الاشتباه في الولاء، وهي التهمة التي يصعب التحقق منها، سلطة الشرعية في تعز ربما اكثر اشتغالًا عليها، للأسف سلطتنا الشرعية في تعز تعتبر أغلب اليمنيين مشتبهين.
 
يشير الصامت إلى حالة السجن خلال 24 ساعة أمضاها بين جدرانه: لم أذق النوم، لكن كنت أتأمل من حولي ما يشبه مقبرة جماعية.. جثث متراصة لا تكاد تفصلها عن بعضها سنتيمرات، كل جثتين تغطيهما بطانية واحدة.. ستة وعشرون سجينًا في غرفة لا تزيد مساحتها عن ٤ في ٥ أمتار، جميع الغرف في سجن الشرطة مكتظة بالسجناء، بما فيه الممر الفاصل بين الحجرات المعتمة.
 
يتابع حديثه لـ"النداء": كانت السجون التي دخلتها قبل الحرب فسيحة إلى حد ما، وخلال زيارتي الجديدة إلى السجن بقيت قلقًا من سقوط إحدى الأخشاب التي التهمتها الأرضة في سقف السجن، وأفكر في حجم الكارثة التي تتربص بنحو 26 سجينًا يوشك السقف على السقوط فوق رؤوسهم.
ويضيف: خلال زيارتي الأخيرة للسجن تمكنت من معرفة أغلب زواره، وكانوا بشبهات الانتماء لجماعة الحوثي، وأغلبهم يتم جلبهم من منفذ القصر.
 
يروي الصامت عن قصص مواطنين  قدموا من مديريات تعز الخاضعة لسلطة صنعاء ومحافظات أخرى، واستقروا في السجن.
يقول: شاهدت أربعة معلمين قدموا من مديرية ماوية في طريقهم إلى مكتب الخدمة المدنية لمطابقة أسمائهم بعد استدعائهم من قبل الخدمة المدنية
ويضيف: "المعلمون تحملوا أعباء السفر ليلحقوا موعد الخدمة المدنية، أحدهم التربوي علي سعيد صالح سالم، في تربية ماوية، أتى وزملاؤه لتصحيح بياناتهم في الخدمة المدنية التي أوردت أسماءهم في كشوف الازدواج الوظيفي.
تم اعتقال المدرسين عقب مغادرتهم بوابة مكتب التربية والتعليم بتعز، من قبل طقم عسكري، وزجهم في السجن، دون أن تعلم أسرهم حتى اليوم، وهم الأستاذ محمد سعد علي الوجيه، مدرس علوم، والأستاذ محمد أحمد حسن علي غالب الحميدي، مدرس بمدرسة محمد الفاتح عماعمة ماوية، الأخير أجرى عملية قسطرة، وتم حشره بيننا، ولم تراع حالته الصحية.
 يقول الصامت: معلمون وعلى وشك التقاعد، ويتم مكافأتهم بالاعتقال والإخفاء.
ويضيف: "أبلغني السجناء أن النيابة لم تدخل إلى السجن منذ أشهر، فالغذاء سيئ للغاية، على الرغم من الجبايات المهولة التي تفرض لصالح السجون، وحتى دورة المياه يتكفل بعض السجناء بتوفير المياه عبر وايتات".
على مدى عقدين من الزمن، زار الصامت جميع السجون في المحافظة بسبب الكتابة والنشر، زار سجن المخابرات وسجن الأمن السياسي وسجن الأمن المركزي وسجن البحث الجنائي، أمضى في بعضها أيامًا، وفي بعضها أسابيع، وأكثر مدة أمضاها تجاوزت 3 أشهر في قضية قراضة والمرزوح أواخر التسعينيات.
مطلع الأسبوع الجاري، استدعته نيابة صبر للمثول أمامها على خلفية نشر عن حكم قضائي صدر بناء على وثائق مزورة لملكية أراضٍ في مديرية صبر الموادم.
يعد الصامت الكتابة عن أوضاع السجناء لـ"النداء" في زيارته القادمة لسجون تعز.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً