احتج مواطنون في عدد من مدن ساحل حضرموت، الخميس، استجابةً لدعوات حلف قبائل حضرموت للتظاهر والاحتجاج ضد السلطات الحكومية.
وتركزت الاحتجاجات في مدينتي الشحر والمكلا، عاصمة حضرموت، وسط محاولات من السلطات الأمنية بالمحافظة لاحتواء المظاهرات التي وصلت إلى مرافق سيادية مهمة.
في مدينة المكلا، وصل المحتجون إلى بوابات مطار الريان الدولي، كما شهدت مدينة الشحر الساحلية هي الأخرى مظاهرة حاصرت عدداً من المرافق الحكومية بالمدينة.
وبحسب ناشطين وصحفيين في حضرموت، فإن الاحتجاجات حاصرت مطار الريان، وشارك فيها منتسبو جمعيات تعاونية للصيادين، وموظفين في مرافق حكومية وشباب.
الاحتجاجات جاءت عقب انتهاء مهلة حلف قبائل حضرموت، والمحددة بـ 48 ساعة لتنفيذ العديد من المطالب الخدمية والتنموية بالمحافظة، تزامناً مع زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، الدكتور رشاد العليمي إلى حضرموت.
أمس الأول ، أمهل حلف قبائل حضرموت الحكومة 48 ساعة، لتنفيذ مطالب عديدة، تركزت حول نسبة حضرموت من النفط المصدر عبر موانئ المحافظة.
وهدد الحلف بالسيطرة على موانئ تصدير النفط؛ باعتبار "الثروة حق من حقوق مواطني حضرموت، ولن يتنازلون عن هذا الحق".
مراقبون سياسيون يرون أن زيارة العليمي إلى حضرموت تأتي في إطار التسوية السياسية المرتقبة مع الحوثيين، والحديث حول ملف تصدير النفط وحصة جماعة الحوثي منها.
وتعليقّا على ذلك، قال مدير مؤسسة مراقبون الإعلامية، عماد الديني، إن الجميع اليوم يتسابق لتقاسم ثروات الوطن، بينما تبقى حضرموت خارج نطاق الحسابات الحكومية والإقليمية والدولية.
واضاف الديني في حديث لـ"النداء" إن المجتمع الدولي والإقليمي وحتى المحلي يعتبرون حضرموت "في أيديهم"، ولا يمكنها أن تخرج عن "بيت الطاعة"، حد وصفه.
واتهم الصحفي الحضرمي محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي بالتسبب بضياع حاضر المحافظة وماضيها، واغتيال أحلام الحضارم بالخدمات، بعد أن كانت حضرموت قبلةً للاستقرار، وتمثل آخر معاقل الدولة، وتحتفظ بخدمات مستقرة ومؤسسات فاعلة.
معبرًا عن أسفه بأن تكون الحقيقة اليوم مُرة أكثر من أي وقت مضى، وأن حضرموت باتت مغيبة تمامًا، وخارج التقاسم والحسابات كلها.
الديني أشار إلى أن من يفترض بهم تمثيل حضرموت غارقون في خلافات داخلية على حساب كل ما هو أهم ومتعلق بمصير الحضارم ومستقبل حضرموت.
ووصف الديني ما يجري من تفاهمات مع الحوثيين بأنها "قسمة ضيزى" برعاية السعودية والولايات المتحدة بشكل مباشر، وليس هناك بقاء أو مستقبل بعدها إلا للأقوياء على الأرض.
وتابع: "علينا كحضارم أن نقبل بحقيقة مجردة، وهي أن حضرموت خرجت من المشهد، وتنتظر موققًا حضرميًا جامعًا مشرفًا يُعيظ لها اعتبارها ومكانتها الوطنية، وانتزاع حقها كاملًا بدون استجداء".