شهدت ساحة العروض بمدينة عدن (جنوبي اليمن)، الثلاثاء، تظاهرة جماهيرية، للمطالبة بالكشف عن مصير المختطف "علي عشال الجعدني".
وشارك في التظاهرة قبائل محافظة أبين التي ينتمي إليها الجعدني، وعدد من الحقوقييين والناشطين ومواطنين من مدينة عدن وعدد من المحافظات، رغم الدعوات بتأجيل الفعالية.
واختطف الجعدني، في الـ12 من يونيو/حزيران الماضي، في مدينة عدن، وسط ظروف غامضة؛ ما دفع قبائل أبين لتنفيذ سلسلة من الخطوات الاحتجاجية للكشف عن مصيره.
وتُحمّل قبائل أبين السلطات الأمنية في عدن مسئولية اختطاف الجعدني، في ظل معلومات عن تورط قيادات أمنية، على رأسهم قائد إدارة مكافحة الإرهاب بعدن يسران المقطري، وعدد من العاملين معه، منهم سميح النورجي وآخرين، وفقا لبيانات السلطات الأمنية
حضور رغم دعوات التأجيل
رئيس التيار الوطني للتصحيح والبناء، باسم الشعبي، وصف الحضور الجماهيري في التظاهرة بـ"الجيد"، رغم ما تعرضت له من هجوم "شرس"، حد تعبيره.
وقال الشعبي لـ"النداء" إن بعض الجهات خلال الأيام الماضية أعلنت تأجيل الفعالية لمدة عشرة أيام؛ وهذا أدى إلى حدوث انقسامات في الفريق المنظم للتظاهرة وأوجد إحباطًا لدى الناس.
منتقدًا تورط بعض الإعلاميين ممن انخرطوا في حملة تثبيط معنويات الناس والإدعاء بتأجيل الفعالية، لكن "رغم كل ذلك فإن الحضور كان جيدًا"، بحسب الشعبي.
ولفت إلى دور القوات الأمنية التي أمّنت التظاهرة، وقامت بتنظيمها وحمايتها بشكل جيد، وسُمح لكل المشاركين بالدخول إلى ساحة العروض للمشاركة.
تحريك المياه الراكدة
واعتبر باسم الشعبي أن الفعالية "بداية لتحريك المياه الراكدة" فيما يتعلق بقضية المخفيين قسرًا، وعلى رأسهم عشال الجعدني والملفات الأخرى المتعلقة بمطالب الإصلاحات وتصحيح الانفلات بشكل عام.
وأضاف الشعبي أن أبرز مطالب التظاهرة كان الكشف عن مصير عشال في الحال، والتحقيق مع المتهمين الذين تم القبض عليهم، وإعلان نتائج التحقيقات للرأي العام.
كما طالبت التظاهرة بكشف ملفات المخفيين قسرًا في سجون عدن والمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها شكل عام، وإطلاق سراح المعتقلين ظلمًا من قبل الأجهزة الأمنية في السجون السرية غير المصرح بها قانونًا.
استمرار الاعتصامات
ولفت رئيس التيار الوطني للتصحيح والبناء إلى أن هناك خطوات تالية للتظاهرة، منها استمرار الاعتصامات داخل ساحة العروض بعدن، وتنظيم برنامج ليلي وخطابات وفعاليات أخرى لأسر المخفيين قسرًا وغيرهم.
ويرى الشعبي أن التظاهرة تمثل "الشرارة الأولى للتحرك باتجاه تصحيح الأوضاع بشكل عام"، وما قضية عشال إلا رمز عام لهذه الحركة التصحيحية التي نتمنى أن تسير بشكل إيجابي، وفق قوله.
داعيًا منظمي التظاهرة إلى الحفاظ عليها من الاختراقات الحزبية والسياسية، وتدخلات القوى الخارجية التي ربما تسعى لحرف مسارها.
الشعبي يعتقد أن ملف المخفيين قسرًا "ملف شائك" في عدن، والمتورطون فيه جهات كثيرة، ليس فقط المجلس الانتقالي الجنوبي، رغم أنه يتحمل المسئولية الكبرى لأنه يدير عدن أمنيًا وإداريًا منذ سنوات.
ويختم الشعبي تصريحه لـ"النداء" بالإشارة إلى أن هناك أحزاب وقوى داخلية وخارجية متورطة بهذا الملف بشكل كبير جدًا وتريد أن تخلط الأوراق؛ حتى لا يصل الناس لمعرفة الحقيقة بشكل كامل.
بيان التظاهرة
التظاهرة الجماهيرية خرجت ببيان صادر عنها، دعت فيه السلطات الأمنية في عدن الى الكشف عن مصير المختطف علي عشال الجعدني.
وجاء في البيان - حصلت "النداء" على نسخة منه - إن "هذه الفعالية الاحتجاجية السلمية ستكون بداية نشاط احتجاجي واسع سيتواصل حتى الكشف عن مصير المختطف علي عشال"، مجددًا التأكيد على ضرورة وقف الانتهاكات ومعاقبة المتورطين في واقعة الاختطاف.
البيان دعا شرائح المجتمع كافة إلى التضامن مع أسرة المختطف عشال، والضغط حتى الكشف عن مصيره وتقديم المتورطين من بعض الأجهزة الأمنية للعدالة.