صنعاء 19C امطار خفيفة

وائل الدحدوح: هذا العالم ماذا سيقول له؟

وائل الدحدوح: هذا العالم ماذا سيقول له؟

عدت قبل لحظات من عند الصراف. عندما وقفت أمامه، كان لابد من إخراج جهاز التليفون من الجيب، وهذا ما حصل. بمجرد أن مسكته بيدي، ظهرت صورة وائل الدحدوح في لقطة يُفترض أن تكون لقطة هذا العام والذي مضى.


اللقطة وهو يجلس على قبر نجله الصحفي حمزة، آخر من استشهد من أسرته. ويده اليسرى على الخوذة المكتوب عليها تمييزًا "PRESS" وهي خاصة بالصحفيين التي تشفع لهم لدى الجيوش المتحاربة ويتجنبون الصحفيين. لكن إسرائيل فوق البشر، إذ لم تعنيها الإشارة على رأس شيرين أبو عاقلة فقتلتها بدم بارد!!!

العالم وخاصة ما تطلق عليه إسرائيل "العالم المتحضر" لديه معايير مزدوجة وكيل بعشرين مكيال، فأن تسقط قطة في حفرة، يجند الإعلام كله متابعة لجهود الدفاع المدني لإخراجها، لكن أن يقتل طفل فلسطيني بين كل فاصل وآخر، فالأمر فيه نظر!!!

أمريكا العظيمة التي يمرغ وجهها في الوحل في أوكرانيا تظهر أمام العالم المتخلف عملاقة بلا ضمير!!! وانظر للسيد بلينكن وهو يجري من دولة إلى أخرى يعمل بكل قوته لإقناع الآخرين بأن إسرائيل طيبة وبنت ناس وتستحق أن تتحملون من أجلها!!! أما الفلسطينيون فعليهم أن يموتوا، هذا هو واجبهم، فقط عليهم أن يموتوا دون احتجاج على موتهم!!!

شعب يُقتل بدم بارد، وبرغم كل قرارات ذلك المجلس وبرغم كل النداءات، وعالم يتفرج، وأمريكا تخبرهم أن عليكم السكوت كما قالها هذا الذي سيرشح نفسه لولاية ثانية فوق جماجم أكثر من 25 ألفًا من النساء والأطفال في غزة والضفة!!!، لقد صمت أخيرًا أمام صراخ من لهم ضمير في تلك الكنيسة، قال لهم: "أنا والحكومة الإسرائيلية نعمل بهدوء من أجل التخفيف من الضحايا المدنيين".

كذب السياسيون في الغرب من أجل الانتخابات ويحولون البشر إلى مجرد أرقام، كما هي أوراق البورصة، تتحول قضايا العالم إلى مجرد أسهم في بورصات "الانتخابات" وبالذات في أمريكا "سيدة العالم"، لا تدري أي عالم يقصدون!!! ماذا لو وقف يوما وائل الدحدوح أمام أي زعيم غربي وقال: "أنا وائل الدحدوح، صحفي ميداني، أؤدي واجبي في نقل الحقيقة، وقد خسرت أسرتي كاملة، قتلتهم إسرائيل وقبلها أنتم يا سيد بايدن، ماذا يمكن لـ "لسيء العالم" أن يقول!!!"؟

ماذا يمكن أن يقول ساكن 10 داوننج ستريت الدحدوح؟؟ ماذا يمكن لسكان قصر الإليزيه من يولي أحد المثليين رئيسًا للوزراء، ماذا يمكن له أن يقول!!


أي عالم هذا تسوده شريعة الغاب بالنسبة للشعوب المقهورة والمظلومة، ولإنسانهم تراهم يحاربون من أجل حقوق الإنسان، إنسان هم هم!!! أما المظلومين حقيقة فمسألة فيها نظر!!! الشعب ال

فلسطيني ومنذ 75 عامًا يقتل كل يوم، ويشرد كل يوم، وتصادر حقوقه كل يوم، وعندما ينتفض بحثًا عن قضيته، ينبري الألمان بعقدتهم الشخصية يتهمونه بالإرهاب؟؟ ماذا يمكن أن يقوله العالم المنافق للدحدوح؟؟ لكن الدحدوح سيقول للعالم: "أنا الدحدوح، في سبيل قضية شعبي قدمت كل ما معي".

مسك الصراف على رأسه ليقول لي: "لماذا أظهرت الصورة؟" استغربت واصل قائلا: "أوجعت قلبي من جديد، أنا أبكي كل ليلة على ما حصل للدحدوح، أبكي على ابنته حتى يوجعني قلبي التي قالت: 'نريد أن تكتمل الصورة' فاكتملت بحمزة.. والصورة بألف مقال".

ها هو العالم، الغربي بالذات قميئا، يجيد عقد قران الرجال للرجال والنساء للنساء، عالم لا يحكمه عدل!! اللعنة.

 

11 يناير 2024

عبدالرحمن بجاش

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً