عبدالله غالب الكدر، ملك البطاريات المتوج في عدن، أول من عمل بتجارة ثم صناعة البطاريات في عدن من زيه من؟ ليت الناس زيه.. مثابر مجتهد فاهم ويعرف ما يريد ويعرف ما تريد منه بلاده.. وهو وطني من طراز رفيع.. محله الذي عرفته فيه فيما بعد تحت بيته العريق في التقاطع الذي يصعد بك من طريق الملكة أروى فتجده مواجهًا للسينما الأهلية..
وبجانبه بيت السيد عرفان صاحب مصنع الشربيت أو الشربات كما يقولون مثل الفيمتو يصنعها عرفان وتخفف بالماء أشكالًا وأنواعًا، ويسكن عنده الفان الأشهر أبو بكر سالم بلفقيه، زوج ابنته قبل اغترابه.. المكان بناسه قطعة حية من لحم عدن الحي.. لكن طموح الكدر كان أكبر.. أراد أن يبني لعدن مصنعًا كبيرًا يفي احتياجاتها من بطاريات السيارات.. الرجل أفنى عمره في عمل البطاريات، وأراد إكماله على نفس المنوال.. ومن شدة التصاقه بعمله في البطاريات عندما زوج ابنه وأظن اسمه سمير، أطلق عيال البلاد نكتة، وقالوا إنه سيوزع في الفرح ديستيلد ووتر، أي مما يسكب للبطاريات! وقالوا إن المولود الأول سيكون بطارية 12 فولت.. والأب يضحك مرحًا ولا يبالي!
تعززت علاقتي به يوم امتلكت سيارة تويوتا كراون.. وكان يملك مثلها.. وطلب مني إن احتجت إلى أية قطعة غيار أن أراجعه أولًا لأنه يملك الكثير منها، واتفقنا. كنت لا أترك أحدًا يتفاقد بطاريتي غيره وبإشرافه على أولاده.. ومرت الأيام.. وأنجز بناء مصنع البطاريات الذي طالما حلم بتشييده، أفضل أنواع صناعة البطاريات السويدية الصنع.. وقد أقامه في منطقة فسيحة بالمعلا.. وهو المصنع الأكبر والأفضل في البلاد إن كان لايزال موجودًا.
لكن يا عم عبدالله الفرحة ما تمت، خذها الغراب وطار! أجينا على زمن التأميمات، واللي مش عاجبه يدق رأسه بالجدار!
تم تأميم مصنع العم عبدالله للقطاع العام، وقيل للجيش.. وقيل إنهم عرضوا عليه يعمل لصالح الدولة، وسيعينونه مديرًا عامًا للمصنع.. لكنه استثار غضبًا، واحتج وارتج، وقال والله ما كانت ولا سبرت.. حقي اللي شقيت به من عرق جبيني أجي آخر المختم أشتغل موظف داخلته.. والله ما كانت ولا سبرت! وتركهم ورجع للعمل وأولاده في محله اللي جنب بيت عرفان المقابل للسينما الأهلية.... وده من تجربتي أحسن مكان اتعاملت معه في البطاريات وما أدراك ما البطاريات.. شغلت برفيكت يعني برفيكت ع الآخر.. وكلمن ذكر من أهل عدن اسم بطاريات لمع قدامه اسم عبدالله غالب الكدر.. بس أنت قول الكدر ويلمع اسمه قدامك زي الجنيه الذهب.