قال صاحبي وقد عاد من الأردن:
يا االله والذوق، ما أروع الشباب الأردني الذي كان قائمًا على تنظيم المؤتمر.
في المطار عندما طلعت إلى الطائرة صدمتني أول جملة نطقها أحد الركاب:
وهذه ما لها واقفة فوقنا ساع إبليس (يقصد المضيفة)، صرعني ما قاله، نحن نفتقد الذوق... قلت بل نفتقد التربية العامة.. إذ الأجيال جيلًا بعد جيل تتشرب سيئات السلوك من الذي قبلها وهكذا...
في مرحلة من مراحل الزمن الجديد من 26 سبتمبر 62، كانت مادة الأخلاق تدرس في المدارس، وكذا كتاب التربية الوطنية، لم يكن ثمة حزب يوجه الناس إلى قبلته، بل إلى قِبلة الوطن...
وانظر فنحن لا نحترم، وبالتالي لا نحافظ على المرافق العامة، واختفت تحية العلم كل صباح في المدارس، وصار أي تلميذ ينفخ دخان سيجارته في وجه مدرسه! وصرت ترى المدرسين يركبون الموتورات وراء طلبتهم، ولا يمانعون في أن يتعامل قائده مع إشارة المرور والشارع عمومًا بقلة ذوق منقطعة النظير، وفي المسجد تعال شوف سلوك الناس، الماء يذهب نتيجة التعامل مع قطرة الماء بكل استخفاف، وآخر جهاز تليفونه يرن فيرد عليه أثناء الخطبتين أثابكم الله، ولم نسمع مرة واحدة خطيب الجمعة يقول للناس:
هذا محرم وسوء سلوك!
وفي مدارسنا أجهزة التليفونات أكثر من الطلبة، وأصبحت وسيلة لكل ما هو سيئ، وصار المدرس المغلوب على أمره مكان الطالب أو التلميذ، كل يؤدي دور الآخر، وانظر فعدم وجود المرتب جعل الطالب الغني ينظر إلى مدرسه بعين التأفف! كيف بالله عليكم إذا مد المدرس يده إلى الطالب طالبًا حق الله!
وإذا أردنا أن نتأكد من سلوكنا بسبب غياب التربية العامة، فلنركب أي دباب، نرى دائمًا عجب العجاب!
المقصود يا صاحبي ألا تغضب، نحن هكذا حتى تأتي الدولة التي لن تأتي، وتعيد صياغة الواقع صياغة تربوية قائمة على مرتكزين:
الأسرة
المدرسة
والركيزة الثالثة:
وسائل الصياح عفوًا الإعلام
لله الأمر من قبل ومن بعد.