أي علم نعيشه عالم اللامعقول عالم ما بات عالمنا الذي كنا نعرفه بتنا فيه غرباء السطوة فيه للقوة.. القوة الغاشمة لا قوة المعرفة، فالمعرفة والمعلومات المتجددة عهدناها قوة، لكن أية قوة هي التي تسيطر على عالمنا؟ قوة العلم تراكم المعرفة... الذكاء الاصطناعي، قوة الماوراء، قوة ديالكتيك تركيب الأشياء... أم قوة تكتيك ملء الفراغات التي صنعها الغباء، هي أسئلة ليست من أسئلة كررها الزمان، وباتت أسئلة عصر آخر، عصر الإنسان الجديد القادم من تراكيب معادلات كيمياء دمج المتغيرات خارج واقع الثبات خارج قوانين الحركة كما صاغها نيوتن، حيث التوالد أنجب أحفادًا لا يمتون بصلة لجزئيات تناسلات الخمول والدعاء على أبواب البركات الآتي جسورًا من برمجيات أحاسيس عصر جديد، عصر إنسان راحل يبحث عن لاهوت يعيد التوازن لخلل ثقب الأوزون.
عالم الخيال بعيدًا عن عالم الثبات عالم الحركة عالم شن الحروب بأشكالها وأنواعها وتوظيفها بكل اتجاه، إنه عالم الجنون لرحلة معالمها يصنعها عتاة القابضين على مفاصل الإمبريالية في آخر مراحلها وقوى الدولة العميقة بها التي باتت تقرأ مستقبل العالم وفق فكرها العدمي ضمن خيارها الشمشوني.. حتى عالم اليمين واليسار أصبح لديها عبارة عن أسئلة إضاءات لحركة نحو أي اتجاه يمر الضوء مسرعًا نحو هدفها للسيطرة... ما عادت تهتم بنظرية نيوتن ونسبية الأشياء كعناصر لرحلة الآتي... التي تجاوزها آيلون ماسك وذكاء اللعب بالأوراق جميعها بأسواق التناقض، يدركها من ظل يخنق الأسواق بمرحلة عولمة شاخت كما خبرها ترامب مبكرًا تتصدرها أشباح رأسمالية عجوز تخشى ثورة تنين آتٍ من خلف أسوار سور الصين بجوفها ينام هادئًا ماو تسي تونج مطمئنًا قد كسب الرهان، ومثله ينام مرتاحًا المهاتما غاندي، وقبله لينين ينام مرتاحًا بميدانه الأحمر، والكل يحاول النيل منه، لكنه يؤشر لهم من بعيد قد فاتكم الطريق.
وآخر الذيل تكمن أمة عجماء فارقت تاريخها المجيد مجد أندلس صاغه ذات يوم ابن رشد، ولكن كفرته جحافل تتار أتت آخر الدهر تسوق أحاديث البخاري بهوى غير قدرة العقل ميزان فهم أعطاه للبشر رب العالمين... العقل مصادر لصالح من يقيس الكون على هدى مزاجه ولا بأس إن مات الجميع.
أي عالم نعيش؟ علم القتل الرحيم، عالم الهبوط والصعود، عالم يغادرنا نحو أسوار الفضاء عبر سيبرانية تنسف ما تبقى من عوامل الزمن الراكد بين ما كان وما ينبغي أن يكون... لأن شيئًا محبطًا للإنسان قالوا عنه مفيد خارج العقل، وبات حاكمًا ضابطًا لكل المقاييس والأمور.
يا له من عالم يحكمه نتنياهو اللعين! يا له من زمن صمتنا العربي والدم بغزة مراق والعالم شهود... عفوًا والعالم رقود، وأول الرقود عرب وأعراب ناموا منذ دهر طويل من ولوا فاقدي العقل خفاف الوزن فهلويي السوق ممارسة لعبة الدومينو على العقول وعلى العباد وعلى البطون، وأتى من عنده بحكمة من لا حكمة له حكمًا حاكمًا أميرًا، بينما العالم يرحل للعلا، ونحن أمة نرحل للحضيض نحو عالم الفخيذة والقبيلة والميشجن والعسيب وسلالات أم القرى وتلال النجود والخدم والعبيد عبيد السوق والدولار والحكم المتقبيل غير الرشيد.
حكم الأقوياء عقلًا فارغًا يحملون وحكمة القول نعم لمن يأمر بالدولار والسوق والإخفاء والقتل رحيمًا وغير رحيم.
حكم الأقوياء لا يضع وزنًا لبشر سواسية يفكرون، لكن يجعل المال حاضرًا يبتز العقل حتى يصبح عالم المال عالم آيلون ماسك... أثرياء العصر من تمكنوا من إفقار الشعوب عبر الحروب ومعارك التخريب الاقتصادي ولعبة الدولار وميزان الأقوياء.
ليلنا غدنا بيد أوغاد رأس المال حكماء صهيون باع لنا حقيبة التطبيع ومضوا نحو غزة بيروت يقتلون.
عالمنا الآتي عالم شعاره نكون أو لا نكون.
وعلى ذلك نبني رحلتنا للغد الجديد، تلك حكمة من صاغوا بغزة بلبنان ملحمة الوجود... ألم تكن ملحمة غزة معجزة بيروت والضاحية ولبنان الجريح قوة دفع لصدور قرار محكمة الجنايات الدولية ضد نتنياهو ووزير دفاعه المستقيل كمجرمي حرب؟ إنها نقطة مضيئة في عالم كان يبحث عن نافذة عن رئة للتنفس، قد حان وقت رحيل من دمروا روح الإنسانية عمدًا، ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، بفارغ الصبر ننتظر نبأ اعتقال مجرمي الحرب مرتكبي الإبادة عن قصد وتعمد.