صنعاء 19C امطار خفيفة

مع الأستاذ زيد: من أجل شباب واعٍ متحصّنٍ بالأخلاق والعلم والمعرفة

بيت الوزير والهاشميون: من أين أتوا؟

في مستهل الحديث، لا بد من الإشارة إلى أن مفهوم "الحدود" و"المواطنة" و"الجنسية" كما نعرفها اليوم، لم تكن معروفة في الفترات الإسلامية الأولى، ولا حتى في الحقبة الجاهلية السابقة. فقد كان العالم الإسلامي يعتبر الأمة الإسلامية وحدة واحدة، دون اعتبار للفوارق الجغرافية الحديثة. وعلى سبيل المثال، فإن العديد ممن استوطنوا الحجاز، مثل قبيلتي الأوس والخزرج، وكذلك قبيلة قحطان الكبرى المنتشرة في المملكة العربية السعودية، تعود أصولهم إلى اليمن. فقد كان من المعتاد أن يُقال: "فلان وُلد في اليمن، وعاش في مصر، وتُوفي في العراق"، دون أن يُنظر إلى ذلك من منظور جنسية أو حدود.

 
لقد ظهرت مفاهيم "المواطنة" و"الحدود السياسية" مع الحقبة الاستعمارية التي قسمت الأمة إلى دول متفرقة، وتسببت في نشوء نزاعات قومية ووطنية بين أبناء الأمة الواحدة.
أما في ما يتعلق بأسرة "بيت الوزير" وغيرها من الأسر، فهي تنحدر من قبيلة قريش، شأنها شأن الكثير ممن سكنوا مدينة رداع، إذ إن الغالبية منهم كانوا من القرشيين. وقد سكن العديد من الهاشميين اليمن قبل قدوم الإمام الهادي بمدرسته ودولته، وذلك في وقت لم تكن فيه الحدود السياسية قائمة، وكانت اليمن وغيرها من بلاد العرب أرضًا مفتوحة لكل من أراد الإقامة فيها.
تعود أصول بيت الوزير إلى الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم، ويشترك معهم في هذا الانتماء العديد من الأسر الهاشمية التي سكنت اليمن، ومن القرشيين مثل بيت العلفي قرب صنعاء، وبيت باشا في منطقة العدين، وغيرهم من القرشيين. ومن الجدير بالذكر أن أعداد القرشيين في اليمن تبقى أقل مقارنةً باليمنيين الذين هاجروا إلى الحجاز.
لقد عُرف عن اليمنيين أنهم من أكثر الشعوب هجرة إلى خارج بلادهم منذ القدم، قبل ظهور الحدود السياسية بمعناها الحديث.
بتصرف عن المصدر: المفكر والمؤرخ زيد بن علي الوزير.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً