صنعاء 19C امطار خفيفة

أنقذوا اليمن... صرخة من قلب ينزف

في زمن تتكاثر فيه الحروب وتزداد المآسي، تبقى مأساة اليمن واحدة من أكثر القضايا المنسية في الضمير الإنساني، وأكثرها إيلامًا. بلاد أنهكتها السنوات العجاف، وتمزقها الخلافات، وتنهشها أطراف متعددة، بينما شعبها يصرخ: "أنقذوني"، دون أن يجد من يصغي، لا من الداخل ولا من الخارج.

 
في هذه اللحظة، أبكي بحرقة، وربما هي أشد من بكاء رئيس الوزراء الأسبق محمد سالم باسندوة حين جهر بحزنه أمام العالم. أبكي على حال شعب أصبح مغلوبًا على أمره في كل شبر من الوطن، وبخاصة في عدن الحبيبة، المدينة التي كانت يومًا ما عنوانًا للحياة والطمأنينة، فإذا بها اليوم تغرق في ظلام العجز والإهمال.
لا كهرباء تقي الناس لهيب الصيف، ولا ماء نقي يُطفئ العطش، ولا دواء يُنقذ المرضى. المستشفيات بالكاد تؤدي دورها، والمدارس بالكاد تفتح أبوابها، والجامعات تنهار رويدًا رويدًا مع كل أستاذ جائع وكل طالب يائس. مرتبات لا تصل، وإن وصلت فهي لا تسمن ولا تغني من جوع، والفساد ينخر جسد الدولة حتى ما عاد هناك من دولة.
أسئلة كثيرة تتزاحم في الوجدان: إلى أين نحن ذاهبون؟ أما آن لهذه المعاناة أن تنتهي؟ أما بقي في هذا البلد من يملك صوت الضمير ليقول: كفى؟ ألا يوجد من يبادر بوضع خارطة طريق تُنقذ ما تبقى؟ وأين الإخوة العرب؟ أين المسلمون؟ أليس فيهم من يرى أن اليمن تناديكم وقد عجز أهلها عن الخروج من محنتهم؟
اليمن، هذه الأرض التي دعا لها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بالبركة، والتي كانت مهدًا للحضارات وموئلًا للكرامة، تستحق أن تعيش مثل باقي خلق الله. شعبها عزيز النفس، لا يتسول، بل يرفع يده ليطلب النجدة وهو يغالب أنين الجوع والخذلان.
إنها دعوة، لا سياسية ولا حزبية، بل إنسانية بامتياز؛ دعوة لكل من بقي في قلبه شيء من النخوة، من الضمير، من الإيمان بكرامة الإنسان.
أنقذوا اليمن.
هذه ليست كلمات عابرة في مقال، بل صرخة نابعة من قلب يعتصره الألم، لعلها تصل إلى قلب لايزال حيًا.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً