لا شيء سوى أنني أجد نفسي مدافعًا متحيزًا عن "النداء" التي لا تحتاج لمن يدافع عنها الآن أو بأثر رجعي، كانت ولاتزال تدافع عن الآخرين..
أثرت "النداء" بخطها المتميز علينا، وحتى على توجهاتنا، فاقتربنا منها حتى تماهينا مع سامي معها وهي عبارة عن جهد متميز لزملاء مميزين أيام الورقية والآن.
تصبح أية جريدة جزءًا من صباحات كل واحد يدري ويعلم ما هي الصحافة كمهنة، وما هي كمهمة، وما هي حقوق الإنسان، وأولها الحاجة إلى الحرية كغذاء يومي.
استطاعت "النداء" أن تتميز، لأن خطها المهني بدا واضحًا من أول وهلة، ليتنفس المنتمي حقيقة إلى المهنة وموجباتها أن جريدة تمثله ظهرت إلى الوجود.
كان السؤال:
كيف ستستمر؟
سؤال صعب وجواب أصعب، كوننا ندري كيف استمرت صحافة الغثيان!
كنت أردد يوميًا أو كلما وصلت إلى يدي:
الله يعينك يا سامي ويعين زملاءك الذين يعطون ولا يأخذون في لحظة وبلد بدت الصحافة في معظمها أن تمويلها يحكم على توجهها، وهذا ما كان...
استمرت "النداء" بإصرار محرريها وصدق رئيس تحريرها وناشرها، يومها كتبت عنها، عاتبني البعض بأنها تمثل اليسار، وأيش دخلك، قلت لأقربهم إن لم أكتب عنها فعلي ترك المهنة والعودة إلى البيت...
"النداء" مايكرفون الفقراء وسجادة النبلاء ولسان من لا صوت لهم..
وعندما توقفت كما شرح في مقالته الضافية، صعد القهر إلى رأسي:
كيف؟
وما العمل؟
لم أجد الجواب
طيب أين من يفترض أن يقفوا معها ومع خطها؟
لا أحد
سنوات ظلت "النداء" تذكر بنفسها، برغم كل الأحداث التي مرت، وهي خير الذكرى، ولأنني تشيعت لها، قلت لسامي يومًا:
حولها إلى الصيغة التعاونية حتى تستمر، مثلما فعلت صحيفة "الوطن" في الجزائر، حبذ الفكرة، وكلف أحد الزملاء دراسة الفكرة، وكنت أدعو ليل نهار أن ترى الفكرة نور الصباح، فستكون نموذجًا لمن يريد مهنة صحافة حقيقية... حتى جرف السيل الهادر كل النبلاء وكل الأفكار القيمة، لنعود إلى الصفر.
لم يستسلم سامي، وظل جذوة النار المهنية تشتعل حتى اللحظة المناسبة، صحيفة "النداء" تعود إلكترونية، وتصل إلينا جميعًا من حيث تسكن عقولنا، وأخاف أن تتوقف، وهو ما لن نتحمله، حيث كل شيء لم يعد له وجود.
هل لي أن أقول لقطاع الأعمال الوطني:
ادعموا "النداء" بالإعلان، ها أنا أقولها وأقولها من غير شبهة غطاء لما هو سيئ نعرفه جيدًا في هذه المهنة.
"النداء" صيغة مهنية متميزة
يرأس تحريرها مهني متميز
يدير تحريرها طاقم متميز يكاد لا يأخذ شيئًا
وكتاب يمهرون صفحاتها بأسماء من ذهب
ونداء لا تمد يدها لأحد كونها تدرك الثمن.
"النداء" في عقولنا...
الديمومة لـ"النداء"