عبدالنّور مناضل عصامي التحق بكتائب الثّورة في فجر الـ٢٦ من سبتمبر ١٩٦٢، قاتل في عدة جبهات بعد التخرج من الكلبة العسكرية.
وأصبح إبان حصار صنعاء قائد كتيبة في الصاعقة للسلاح الذي رأسه الفادي الكبير، والشهيد العظيم عبدالرقيب عبدالوهاب، كان أحد القيادات العسكرية في الجبهة الغربية (بني مطر) كرئيس أركان كتيبة.
ورثت من الأستاذ عمر الجاوي ملف البلاغات العسكرية للجبهة الغربية التي قادها من الجانب الملكي يحيى لطف الفسيل، والعميد محمد إسماعيل، وكان عبدالنّور قائد كتيبة في هذه الجبهة، وأذكر أن الشهاري كان القائد العسكري في حصار السبعين، وقائد اللواء العاشر، أجريت معه مقابلة، ومع واحد من الآباء الأحرار ناصر الكميم، ونشرت في "اليمن الجديد".
كان القائد العسكري الباسل إبان الحصار واحدًا من أبطال الثّورة السبتمبرية، ومن أهم المدافعين عن الثّورة في مطلع سبعينيات القرن الماضي، كان عبدالنّور من كوادر الحزب الديمقراطي الثّوري، وكان من أنضج وأوعى كوادر اليسار الذي لعب دورًا أساسيًا في توحيد فصائل اليسار الخمس (الوحدة الشعبية) التي مهد توحدها لوحدة الحزب الاشتراكي.
يكتب عنه رفيقه وزميله في الكفاح الوطني محمد علوان القباطي: "عبد النّور محمد عبده كان قائدي العسكري أواخر الستينيات، كان رئيسًا لأركان الكتيبة الأولى سلاح الصاعقة المتمركز في سلسلة جبال ظفار المدور والتبة السوداء الواقعة في بني مطر". ويضيف، وهو ضابط خريج الكلية الحربية الدفعة العاشرة، وكان قائدًا سياسيًا وثقافيًا فذًا.
ويشير صديقه علوان: "وكان لي الشرف والفخر في انتمائي إلى الحزب الديمقراطي الثّوري اليمني عبره، وتتلمذت على يديه بأبجديات المعارف السياسية والفكرية والتنظيمية، وكان قدوتي الحسنة في التثقيف، حيث كان قارئًا ممتازًا"، ويمضي إلى القول: "والمجال لا يتسع هنا لسرد الذكريات الجميلة مع هذا القائد الاستثنائي".
وكم نتمنى على الزميل العزير محمد علوان القباطي، أن يدون ذكرياته عن هذا القائد العسكري والمثقف السياسي والمناضل المدني الذي غادر الجيش أو بالأحرى جرى تسريحه مع المئات والآلاف من رفاقه من الوحدات العسكرية الحديثة، وهم الذين حموا صنعاء في السبعين يومًا، ودافعوا عن الثّورة والجمهورية خلال الحرب الوطنية ١٩٦٢-١٩٧٠، وكان عبدالنّور من قادة هذه الملحمة الوطنية.
كما نتمنى على رفاقه في العمل الحزبي اليساري قبل الوحدة، أن يدونوا مآثر هذا الفادي المنسي، والذي كان أحد قادة العمل الحزبي في عهود الإعدامات والاختفاء القسري والتعذيب حتى الموت والطرد من الوظيفة والحرمان من العمل، وكان عبدالنّور في الحياة السياسية المدنية أنموذجًا لدعاة السلام والمحبة والإخاء.
فسلامٌ على روحه الطاهرة يوم أعطى ولم يأخذ، وسلامٌ عليك يا عبدالنّور تبقى خالدًا وفاديًا.