في أول ليلة من ليالي رمضان، تمشيت مع جارتنا العجوز في الحارة، وقبل أن أقول لها شهر مبارك، بادرتني: ها كيفك أنت والجماعة؟ قلت: أي جماعة؟ قالت: الجماعة اللي تكلمنا عنهم المرة اللى فاتت، تقصد الجن، فهي مصممة على أن البيت اللي أنا فيه مسكون، قلت لها: يا حجة الجماعة مصفدين، مش نحنا في رمضان! ابتسمت، ابتسامة، خليط بين السخرية والإشفاق، وقالت: مش كل الجن مصفدين؛ الشياطين بس هم اللي مصفدين، لأنه في جن مسلمين، قلت: يعني اللي جالسين يتنططوا في السقف فوق رأسي مش بسس ولا فيران، ضحكت: برضه أنت مش راضي تصدق أنهم يتصوروا على أي شكل.
المهم ربكتني، وقلت لها بصفتها صارت خبيرة، في نظري: طيب مادام مسلمين، ليش يؤذونا؟ قالت: يمكن متضايقين منك، قلت في نفسي: يمكن بسبب السجارة، لأنني كثرت في الفترة الأخيرة، خاصة مع مؤتمر الرياض؛ وعلى طول خطر في بالي أن الجن اللي معي سلفيين، فهم أكثر من يتضايق من السجارة، وزاد السجارة حقي نوع مهرب فيها بدل التنباك، تبن أو صرادد أو حاجة زي كذه.
الجن السلفيون
2024-04-03