صنعاء 19C امطار خفيفة

عفراء حريري ومها عوض نجمتان في سماء عدن

عفراء حريري ومها عوض نجمتان في سماء عدن
مها عوض و عفراء حريري( منصات التواصل)

تتصدى المدافعتان عن الحريات والحقوق، وحياة الناس وأمنهم وسلامهم في عدن، وترتفع أصوات النساء في شوارع المدينة داعيةً إلى توفير الماء والكهرباء. مها عوض وعفرا حريري تعبّران بصدق عن ظلامة عدن، وظلامة عدن هي ظلامة اليمن كلها.

 
فالمدينة هي الأب الروحي، والأم الرؤوم، والمدرسة التي علّمت اليمن والجزيرة الحياة المدنية، وكانت البوابة الكبرى التي دخلت منها، وهبّت منها رياح العصر الحديث: الصحافة، والتجارة الحرة، والكهرباء، والحريات العامة، والديمقراطية، وحُرية الأحزاب، والتعليم الحديث، والاستنارة، والحداثة، والانفتاح على الحياة الجديدة والعصر الحديث. سافر منها اليمني إلى العالم ورجع إليها، ووجد فيها اليمني الآتي من الشمال، والهارب من ظلام الإمامة الكهنوتية القروسطية، الملاذ الآمن وميدان التعلُّم والتعليم والعمل والتثقّف.
 
منذ أعوام، تتصدر الناشطتان عفرا حريري ومها عوض المشهد في المدينة المحروبة، ويتصديان للانتهاكات، وقمع الحريات، ومصادرة الحقوق، وإغراق المدينة في الظلام بالإطفاء شبه المستمر، في مدينةٍ تتجاوز فيها درجةُ الحرارة الأربعينَ، وتُحرم من الماء، وتُقطع عن موظفيها المرتبات. حال أهل المدينة فوق قدرة البشر على الاحتمال: صعوبة العيش، والحرمان من الماء والكهرباء، وقبل ذلك وبعده، قيام أجهزة الأمن بمنع النساء المطالِبات بالحق في الحياة في الحصول على الماء والكهرباء. جرى التعرُّض للنساء المحتجّات أكثر من مرة، واحتُجزت لبضع ساعاتٍ الناشطتان عفرا ومها في قسم الشرطة في المعلا.
 
الجديد والمفزع ما تعرضت له خديجة السيد من اعتداء: نساءٌ يرتدين ملابس الأمن ضربنها ضربًا عنيفًا، وعضضن أجزاءً من جسدها.
 
فهل يقوم المسؤولون في "معاشيق" ومليشياتهم بإحياء بلطجة صالح، وشبّيحة بشار في سوريا، وراهبات القذافي في ليبيا؟!
 
إن الشريط الذي وزعته خديجة السيد عمّا تعرضت له على يد بلطجية "الشرعية" فاجع! وعندما يكون نصيب مدينة التنوير والأنوار — عدن — من "الشرعية" الإطفاء والحرمان من الماء، وتشكيل ميليشيات نسوية «بلطجيات» تعتدي على المحتجّات، فإن المؤشر عَدَمُ الاعتبار: بصالح، والقذافي، وبشار.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً