عندما التقينا رٸيس الوزراء أحمد بن مبارك، قبل نحو شهر من الآن، في قاعة وزارۃ الدفاع بقصر معاشيق، كان الرجل شفافًا وصريحًا، كما أنه أراد أن يعرف من خلال الصحفيين والإعلاميين الذين جمعهم في القاعة، عما يقوله الناس وما يتطلعون إليه، وما هي الأولويات والحلول المقترحة لحل المشكلات العالقة؟
كونك تريد أن تعرف من المثقفين والمفكرين والصحفيين الذين يعايشون الأحداث، ويسبرون أغوارها بصورۃ يومية، فهذا أمر جيد، وكونك تريد من خلال هذه الاجتماعات المباشرۃ تكوين خطوط عريضة لبرنامج عملك الحكومي، فهذا أمر ممتاز لم يسبقك إليه أحد. لكن السوال: بعد حصولك على الكم الكبير من الأفكار والخطوط العريضة التي ممكن أن تكون ضمن البرنامج الحكومي، هل ستری كل تلك الأفكار والمشروعات طريقها إلی التنفيذ؟
معلوم لدينا أن العبرۃ هي في التنفيذ، هذا ما نريد أن نقوله لـ"بن مبارك" الذي بدا متحمسًا من خلال زياراته لعدد من مرافق ومؤسسات الدولة بصورۃ مفاجٸة، وما فعله أيضًا في المنطقة الحرۃ ينم عن وجود توجه بالتصحيح ومكافحة الفساد، وهذا عمل ممتاز ووطني نشجعه وندعمه. ولو أنه بدأ من داخل الحكومة لكان أفضل، فهناك ممارسات ومظاهر فاسدۃ كبيرۃ ومعلومة تحتاج بترًا ثم تصحيح المسار.
أحد الصحفيين قال مخاطبًا بن مبارك: تريدون إعادۃ تشغيل مصافي عدن، هذا عمل كبير، ولكن هناك دولًا لن توافق علی ذلك؟ رد بن مبارك: لسنا إمعات حتی نرضخ لدول أو غيرها.. نعم لسنا إمعات، ونعرف جيدًا مصلحة بلدنا وشعبنا ومصالح الآخرين التي لا يمكن أن نقبل بأن تكون علی حساب مصالح شعبنا وبلدنا، وإلا فرطنا بكل شيء، وخسرنا حاضرنا ومستقبلنا.
وهناك من طرح عليه أهمية مكافحة الفساد وإعادۃ إصلاح الأجهزۃ الرقابية والعدلية، لتقوم بدورها علی أكمل وجه، غير ذلك سيكون حماس البدايات الأولی مجرد دخان يتبخر في السماء ولا يعود بشيء مفيد.
لا بد من تغيير أو تنسيق مشترك بين المجلس الرٸاسي والحكومة، فالمسؤولية مشتركة، وليس من مصلحة أي عاقل ومؤمن أن تظل البلاد كما هو حالها الآن الذي ينذر بمخاطر كبيرۃ علی الصعيدين الوطني والإنساني.
امضِ يا بن مبارك والله معك وكل الخيرين، ولتكن البداية من عدن، تشغيل المصافي، وتصحيح الأوضاع في المؤسسات المختلفة، ومكافحة الفساد والفاسدين.
وخواتم مباركة علی الجميع.
بن مبارك ومصافي عدن ومكافحة الفساد
2024-03-27