- ما لاحظته وما يشكو منه الناس في تعز، هو كلفة وارتفاع الوضع المعيشي، فكل شيء هناك يباع بسعر مرتفع على عكس ما هو في المناطق المحررة، ولا سيما في العاصمة عدن، الأكل في المطاعم والبوفيات مرتفع، المشروبات الباردة والساخنة مرتفعة، وذلك لأن كلفة الغاز المنزلي مرتفعة بسبب ارتفاع أجرة النقل إلى تعز، بسبب بعد الطرق ووعورتها التي ينقل عبرها الغاز والبترول والمحروقات الأخرى، نتيجة الحصار الجائر على تعز من قبل جماعة الحوثي، ارتفعت الأسعار، وأصبحت الناس تعاني بشدة، لذا ينبغي الإسراع في رفع الحصار عن تعز بكل الوسائل، وعودة الحياة إلى طبيعتها.
- الأمر الثاني لم نرَ هناك تحسنًا في الطرق من صيانة وغيرها، سواء داخل المدينة أو في الطريق الممتدة من المدينة إلى التربة، أو في طريق هيجة العبد، وهي الشريان الوحيد الذي يربط تعز بالجنوب حاليًا، لم تكلف السلطة المحلية في المحافظة صيانة هذه الطرق طوال السنوات التسع التي أعقبت الحرب، الطرق ليست على ما يرام، وهي تعيق وتعرقل حركة المسافرين، وتصيب المركبات والسيارات بالعطب كما قال صاحب الباص الذي أقلنا من التربة إلى تعز، متسائلًا: أين تذهب إيرادات الدولة؟ أين تذهب الجبايات التي يتم أخذها يوميًا من الناس بغرض التحسين والإصلاحات؟
صندوق الإعمار السعودي منذ سنوات لم ينجز عملًا ملموسًا في طريق هيجة العبد، فالطريق ماتزال ضيقة ووعرة وخطيرة جدًا جدًا.
- الكهرباء في تعز وفي التربة، هي كهرباء تجارية، وليست حكومية، فالناس يدفعون مبالغ باهظة مقابل الاستهلاك الشهري وبالكيلو، قال صاحب الباص الذي أقلنا من بئر باشا إلى جبل صبر، إنه كان يدفع 15 ألفًا شهريًا على الكهرباء، وهو لا يستهلك إلا قيمة سراجات وتلفاز وعصارة، وحاليًا قال تركت الكهرباء واستعنت بالطاقة الشمسية، فيما قال أستاذ جامعي في التربة، التقيناه صباح أمس الاثنين، إنه يستهلك بقيمة 12 ألف ريال شهريًا، وهو لا يشغل سوى سراجات وتلفاز، ثم أردف: لو كنت أملك ثلاجة وغسالة كنت الآن أدفع ثلاثين ألفًا. وأضاف: هذا جرم وحرام، في ظل انعدام المرتبات وقلتها.
السؤال: أين هي كهرباء الدولة في تعز؟ أين هي المحطات التي كانت تشغل من سابق؟ لماذا توقفت؟
- الجبايات وما أدراك ما الجبايات، الناس كلها تشكو من الجبايات المفروضة على وسائل النقل، وعلى البائعين بمختلف أنواعهم، وعلى الغاز، وعلى المحلات التجارية، وعلى كل شيء، حتى لتكاد تعز تسير في خط متوازٍ مع صنعاء وعدن في الجبايات المفروضة على الناس بصورة جائرة وغير واقعية أو منطقية، أحدهم كان معنا في الباص الذي أقلنا أمس من تعز إلى التربة، وبينما كنا نقطع الطريق في وادي الضباب، قال: ما في معهم إلا الناس يخلسوهم، جبايات متواصلة وعلى أتفه الأسباب والأشياء.
- تعز بدت لي جميلة جدًا، حيوية ونشيطة في الصباح الباكر، والشوارع مزدحمة، والناس تلقي علينا التحية في الشارع، انطلقنا من بئر باشا ومررنا بالمركزي وشارع جمال في طريقنا إلى جبل صبر، ارتقينا الجبل حتى خال لنا أننا نطير على السحاب، بينما المدينة تحتنا في الأسفل في منظر جميل ومدهش جدًا، اعتلينا إلى آخر محطة في جبل صبر حيث تنبع عين الماء التي يرتوي منها الأهالي، وحيث الهيوج والشواجب الممتلئة بأشجار القات والفاكهة، وتذكرت آخر رحلة إلى تعز كانت قبل أحد عشر عامًا أيام ثورة الشباب، يوم تناولت القات في أحد المنتجعات بجبل صبر، ونمت ليلتي في إحدى الخيام بساحة الحرية.
- لن تستطيع تعز أن تعيش وتزدهر إلا في ظل المشروع الوطني، فبدون هذا المشروع سوف تخسر تعز في صنعاء، وسوف تخسر في عدن، المشروع الوطني الحقيقي بما هو إنقاذًا للبلاد برمتها من الحروب والتدخلات الخارجية، هو يمثل طوق النجاة لتعز الحالمة أيضًا، فحينما يفشل أبناء تعز، وهم في سدة الحكم، في إرساء دعائم هذا المشروع في المناطق المحررة حاليًا، فهم يضرون تعز، ويعيقون اكتمال اليمن واستعادة أراضيه من أيادي المليشيات، ويؤخرون استعادة الأمن والاستقرار والتنمية إلى ربوع البلدة الطيبة التي من فوقها بلا شك رب غفور.
- وفي الأخير، المعذرة لكل الزملاء والأصدقاء في تعز، الذين تواصلوا معي ولم أتمكن من زيارتهم، وأقول سوف نتمكن من ذلك في زيارة قريبة، وقد فتحت الطرق واستتب الأمن والاستقرار بإذن الله.