زارني يوم الأحد الصديقان شفيع العبد وعبدالكريم قاسم. وحملا معهما مجموعة جرائد ومجلات بينها عدد يوليو من مجلة العربي الكويتية التي ارتبط بها القارئ العربي 5 عقود قبل ان يطويها النسيان في العقدين السادس والسابع بفعل الفيسبوك وتويتر وتوك توك وغيرها من أدوات هذا العصر.
غلاف مجلة العربي (النداء)
اليوم، الثلاثاء 8 أغسطس 2023، شرعت في تقليب "هدية" الصديقين!
وجدت ترويسات جرائد مصرية آيلة للاندثار بينها صحف عريقة كانت في عقود مضت تستأثر بالسوق المصرية لا يزاحمها أحد.
من يقرأ الصحافة المطبوعة في العقد الحالي؟
لا توجد احصائيات يعتمد عليها لكنني اعرف ان مبيعات جرائد مهمة في الغرب تراجعت الى الربع في العقد الأول من الالفية قبل ان يغلق بعضها مع انتهاء 2009 ويتكيف العض الآخر سريعا مع عاصفة الموبايلات الذكية مستسلما لقوانينها.
ذلك في الغرب حيث الكلمة الفصل للسوق.
في العالم العربي صمدت الصحافة المطبوعة كما الانظمة التسلطية وقوانين النشر وموظفي الرقابة! كذلك تصدر صحف لا يشتريها أحد وتصادفها احيانا في مداخل عمارات او عتبات شقق يقتنيها شيوخ مسنين فيما يشبه الحنين الى زمن ولى.
بين العناوين الصحفية استوقفني واحد!
ربما لأنه لا يعنيني وحدي فقط.
عنوان يعرفه كل بيت عربي من "الخليج الثائر الى المحيط الهادر".
مجلة "العربي".
قضيت بعض الوقت مع مجلة أسرتي وأسر اصدقائي وجيراني في السبعينات في تعز. كانت اختي الكبرى فوزية وهي كانت بمثابة الموجهة والمربية والمعلمة، تقتنيها شهريا فيطالعها الجميع في الأسرة. وكان أكثر ما يجذبنا باب الاستطلاعات. إذا كان الاستطلاع يخص اليمن او محافظة يمنية تقرأ المادة علنا من الكبار قبل ان يقرؤها الصغار لاحقا فتثير الكلمات، قبل الصور، مخيلتهم.
كذلك كانت "العربي" مجلة الأسرة العربية. وكان لـ"الكويت" فضل في تنشئة اطفال العرب من موريتانيا الى عمان.
اليوم إذ استذكر ما كانت عليه "العربي" يدهشني كيف استطاعت هذه المجلة النفاذ الى كل مدينة عربية دون أن ينال منها "الرقيب"!
هل حدث ذلك فعلا؟
لا أدري.
لكني أعرف ان "العربي" دخلت البيوت و"المقاهي" في المدن العربية قبل ان تعصف الكوارث باسم الرمال والصحارى والعذراء والأمل بجوامع العرب وثوابتهم!
رحم الله أول رئيس تحرير لـ"محلتنا" أحمد زكي، ورئيسها الثاني أحمد بهاء الدين. وكل الامتنان لرواد "خيمتنا" العربية وخاصة استطلاعاتها التي لا تقدر بثمن!