قبل عشر سنوات كتب شاعر لبناني (عباس بيضون) منتقدا القمم العربية التي صارت سببا للاكتئاب ولم يعد فيها ما يثير أو حتى يضحك! وقال أن العربي صار- وانقل هنا من الذاكرة- يفتقد شطحات بعض الرؤساء في القمة في اشاره الى الرئيس الراحل معمر القدافي.
حتى الطغاة العرب ما عادوا هنا، قال بيضون متحسرا على حال العالم العربي الذي صارت قممه لا أثر لها ولا طعم ولا رائحة!
هل طرأ جديد؟
- على ما يبدو فهذه أول قمة تحمل جديدا؛ فسوريا تعود الى مقعدها بعد طول غياب، والسعودية تستضيف القمة متخففة من وزر "التحالف العربي" في اليمن وإن بقيت مراجعتها منقوصة بسبب ما خلفه التدخل السعودي- الاماراتي من مظاهر تفكك وضعف في "الكيان اليمني" ، ومصر تسعى لاستعادة مكانتها في العالم العربي عبر إعادة الروح الى الدور المشرقي لمصر في سوريا وتعزيز علاقاتها بالعراق والاردن وعودتها الى الدائرة الافريقية بعد عقود طويلة من فقدان الذاكرة!
وعودة الى ما يمكن وصفة بالمحاور الفاعلة في الجامعة العربية بدءا من منتصف الخمسينات فإن مصر والسعودية وسوريا مثلت على الدوام مجسا لاكتشاف حال جسد العالم العربي؛ إذا تميزت علاقات هذا المحور بالتكامل والفاعلية انعكس ذلك على القمة العربية، والعكس صحيح.
حسنا فالذاكرة العربية- واليمنية خصوصا- تحتفظ للجزائر والعراق والسودان بأدوار رائدة، وما أكثر الهبات التي قدمتها العواصم الثلاث للعالم العربي خلال العقود ال6 الماضية.
هذه قمة بدون لاءات أو وعود كبرى لكنها تحمل بشارات يكون من الاجحاف تجاهلها وأولها أنها قمة لم تضع الولايات المتحدة الامريكية- كما جرت العادة خلال ال3 عقود الاخيرة- بصمتها على جدول أعمالها!