في الـ20 من أبريل، تجمعَ في صنعاء مئات من الجوعى الصائمين لأخذ صدقاتهم. طول ثمانية أعوام وهم يتجمعون مع أطفالهم للحصول على القليل من صدقة تاجر؛ فتهب مليشيات أنصار الله الحوثيين لمنع التاجر من التصدق؛ بحجة أنهم وحدهم من يحق لهم التوزيع.
يدفع التجار الزكاة: زكاة الباطن، والظاهر، ويدفعون الضرائب، والإتاوات، والمكوس، والرشا، ولكن أنصار الله يريدون أن يستولوا على الصدقات؛ ليتفردوا بتوزيعها.
التاجر الكبوس في صعاء مشهور بتوزيع صدقاته على الفقراء الجوعى، خصوصًا في شهر رمضان، ونتساءل دينيًا: هل يجوز لمليشيات أنصار الله أن يمنعوا التاجر من التصدق؟ وهل يجب عليه تسليم ما يريد توزيعه من ماله على الآخرين أن يسلمه لأنصار الله؟
إن منع الصدقة في حالة مجاعة تعم اليمن واليمنيين الذين أماتتهم الحرب والحصار قطع طريق وسط مدينة. فمنع الصدقة في مجاعة تعم غالبية الشعب قتل عمد، ومنع التاجر الكبوس من التصدق، ومنع الجوعى الصائمين من استلام الصدقة جريمة غير مسبوقة في التاريخ البشري كله، أما قتلى التدافع بسبب إطلاق الرصاص العشوائي، وبلوغ القتلى أكثر من خمسة وثمانين شهيدًا ومئات الجرحى، فجريمة هزت الضمير العالمي، وتشير الأنباء العالمية أن القتلى والجرحى بهذا المستوى لم تعرفه البشرية منذ عقود، وقليلة هي المعارك التي يقتل فيها مثل هذا العدد.
الأغرب من هذا كله ألا يرتفع صوت في جماعة أنصار الله يدين، أو يستنكر وقوع مثل هذه الجريمة، وبدلاً من مساءلة من أطلق الرصاص، يُساءل التاجر. إنها جريمة بامتياز، وضد الإنسانية.
هل يعقل هذا؟
2023-04-22