صنعاء 19C امطار خفيفة

قراءة في زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى الخليج

قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بزيارة رسمية إلى ثلاث دول خليجية، مصطحبًا معه أرباب الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد استغرقت زيارته أربعة أيام من 13 إلى 16 مايو 2025م، بدءًا من المملكة العربية السعودية، ثم دولة قطر، وأخيرًا الإمارات العربية المتحدة.

 
وجاءت زيارته في إطار تبادل المصالح المشتركة، وبخاصة في مجال الاستثمارات والمشتريات من أسلحة وطائرات حربية، ومدنية، وتدشين مجتمع الذكاء الصناعي، والتعاون الاقتصادي والتجاري في شتى المجالات، ولكل دولة ما تحتاج إليه من متطلبات، وقد بلغ حجم الاستثمارات عمومًا بحدود أربعة تريليونات دولار.
 
تم التوقيع بين مسؤولي الدول الخليجية الثلاث مع الرؤساء التنفيذيين للشركات الأميركية في مختلف المجالات الاستثمارية، والاحتياجات اللازمة في إطار التعاون الثنائي.
ومن النقاط التي قدمها الرئيس دونالد ترامب أثناء زيارته، ما يلي:
- السعودية -حسب قوله- شهدت تطورات مهمة في جميع المجالات، أخذت تتردد صداها في جميع أنحاء العالم.
- الاتفاق على مفاعل نووي سعودي للأغراض السلمية.
- تم توقيع صفقة ضخمة في مجال المبيعات الدفاعية لتزويد السعودية بمعدات قتالية متطورة بقيمة تقدر بـ1.42 تريليون دولار.
- الاستجابة لطلب صاحب السمو الملكي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، رفع العقوبات على سوريا الجديدة.
- التقاء الرئيس السوري أحمد الشرع أثناء الزيارة بالرئيس دونالد ترامب الذي بدوره قدم بعض التوجيهات بما في ذلك الانضمام إلى اتفاقات إبراهيم أو أبراهام (Abraham's Accords) للتطبيع مع إسرائيل.
- الاستجابة أيضًا لطلب السعودية تقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة، وكان لإطلاق حركة حماس سراح الجندي الأميركي -الإسرائيلي عيدان ألكسندر، أثره في المشهد.
- تعزيز دور قطر في المنطقة في المجالات المختلفة، وقد بلغت صفقات ترامب في قطر بحدود 1.2 تريليون دولار، منها شراء طائرات بوينغ... الخ.
- تدشين مجتمع الذكاء الصناعي والتكنولوجيا المتقدمة، والطاقة، والدفاع مع الإمارات، كونها تؤسس لمرحلة جديدة في مسار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين. وقد بلغ إجمالي الصفقات مع الإمارات ما يقارب 1.4 تريليون دولار.
- إجمالي ما جمعه الرئيس دونالد ترامب خلال الزيارة للدول الثلاث ما بين 3.5 تريليون و4 تريليونات دولار.
- العمل على تعزيز دور دول الخليج العربية كقوة جيوسياسية وفقا لخارطة طريق خليجية -أميركية.
- دفاع الولايات المتحدة الأميركية عن الدول الخليجية من منطلق الشراكة والمصالح الأميركية.
وأخيرًا:
يأمل أن تختار إيران طريق السلام والازدهار، ولن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وإضافة المزيد من العقوبات عليها.
الإعلان عن مغادرة حاملة الطائرات الأميركية ترومان بعد اتفاق رعته سلطنة عمان مع "أنصار الله"، والرامي إلى عدم التعرض للسفن الأميركية، والتجارة العالمية في البحر الأحمر.
خلاصة القول، إن التحليلات حول الزيارة لا ترقى إلى مستوى الغرض الرئيس منها، وخضعت لأهواء المحللين.
إن الزيارة في الأساس أتت بناء على تفاهمات سابقة في إطار المصالح الاستراتيجية والتعاون الثنائي مع الدول الخليجية الثلاث. وتبرز أهميتها أنها الزيارة الأولى التي قام بها رئيس أميركي بعد تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية، وليس لها علاقة بإسرائيل، ويجب أن نفهم أن العلاقات الثنائية الأميركية -الإسرائيلية لا تضاهيها أية علاقة دولية أخرى. فإسرائيل تعتبر جزءًا من الولايات المتحدة الأميركية. ولا يمكن لأية إدارة أو رئيس أميركي أن يتصرف بعيدًا عن هذا الخط. وهذا بيت القصيد.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً