صنعاء 19C امطار خفيفة

أسباب فشل المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه: تحليل شامل

ـ ضعف شخصية عيدروس الزبيدي في القيادة

 
يعاني المجلس الانتقالي من غياب شخصية قيادية قوية وذات كاريزما قادرة على الحسم واتخاذ قرارات استراتيجية مصيرية، وهو ما يتمثل في شخصية رئيسه عيدروس الزبيدي. فالرجل كثيرًا ما يُتهم بالتردد والتبعية السياسية، كما أنه فشل في توحيد المكونات الجنوبية تحت مظلة واحدة، مما جعله يبدو كواجهة أكثر منه كقائد فعلي.
 

 ـ الفساد المالي والإداري المستشري

 
أحد أبرز مظاهر الفشل يكمن في الفساد المالي المهول داخل هياكل المجلس وإداراته، حيث يتم التلاعب بالموارد والمساعدات دون شفافية أو رقابة. تقارير متعددة تفيد باختفاء أموال ضخمة، وتوجيه الدعم لخدمة مصالح شخصية وفئوية، مما زاد من السخط الشعبي وزعزع ثقة المجتمع المحلي في المجلس.
 

ـ غياب القرار السيادي المستقل

 
كثير من قرارات المجلس تبدو خاضعة لإملاءات خارجية، سواء إقليمية أو دولية، مما جعله يبدو كأداة تنفيذ لا تملك حرية القرار، بل تنفذ ما يُملى عليها، وهو ما أضعف من مكانته السياسية وهيبته أمام أنصاره، بخاصة في القضايا الحساسة المرتبطة بالجنوب ومصير شعبه.
 

ـ ضم عناصر غير مؤهلة لصفوفه

 
يعاني المجلس من افتقار واضح للكوادر الكفؤة والنزيهة، إذ تم الزج بعدد كبير من الأشخاص الفاشلين أو الملوثين بالفساد ضمن صفوفه، سواء في المناصب العسكرية أو الإدارية، في إطار محاصصات مناطقية أو ولاءات ضيقة، ما أدى إلى مزيد من الترهل والعشوائية في الأداء المؤسسي.
 

ـ تدهور الوضع الاقتصادي في مناطق سيطرته

 
بدلًا من تحسين حياة المواطنين، شهدت المناطق الخاضعة لسيطرة الانتقالي انهيارًا اقتصاديًا متسارعًا، تجلى في انقطاع المرتبات، ارتفاع الأسعار، تردي الخدمات، وغياب المشاريع التنموية. هذا التدهور ناتج عن سوء الإدارة، وغياب الخطط الاقتصادية الواضحة، وسيطرة المصالح الضيقة على القرار الاقتصادي.
 

ـ انحسار الحاضنة الشعبية للمجلس

 
نتيجة التدهور السياسي والاقتصادي والأمني، فقد المجلس جزءًا كبيرًا من تأييده الشعبي الذي كان يستند إليه في بدايته، إذ بدأت قطاعات واسعة من الشعب الجنوبي ترى فيه كيانًا فاشلًا لا يختلف عن غيره من النخب السياسية التقليدية، بل ربما أسوأ منها في بعض الجوانب.
 

ـ الفشل في إدارة المؤسسة العسكرية

 
تُعد المؤسسة العسكرية إحدى ركائز أي مشروع سياسي، لكن المجلس عجز عن ضبط قياداته العسكرية، وتركها تعاني من الانقسام، الفساد، وغياب الانضباط، ما أدى إلى تزايد التوترات الأمنية والصراعات الداخلية، وفاقم من هشاشة الوضع الأمني في مناطق نفوذه.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً