سنوات متطاولة. منذ أن فقدناها. منذ أن غادرت مسرح الحياة. دولة بلادنا المنسية، بسلطاتها، ومؤسسات حكمها.
غامت الرؤية، وادلهمت الخطوب، وضاقت الأحوال. ضاقت حتى الطرقات، وحتى الأزقة تضايقت، واستنسر البغاث، وتقطعت السبل. وبال الثعلبان.
وها نحن نتذكر. بكل مآسٍ وحسرات وشرور وأزمات ومصاعب الفقد، وفي أجواء هذا التذكار، لن نقضي كمدًا، لن نغادر الحياة قبل الأوان، سنبقى ما دامت الدماء تنبض، وما دام هناك متسع، وما دام الله قد هيأ المنقذ، ومن سيتولى المهام، ومن سيقوم بالواجب، سنتدبر أمورنا، وإزاء ذلك لا يسعنا سوى الاتجاه الإجباري. شرقًا. نحو الأم البديلة، والدولة الرحيمة، الدولة الرؤوفة الرؤومة الراعية، المغيثة، المعطية،
المنتجة، المنجزة، المعجزة، الصانعة، الزارعة، والـ. في كل شيء بارعة،
بعظمتها وفيض عطائها، وغزارتها، وعظمة شعبها المعطاء،
وحنكة قيادتها الفذة. الصين الشعبية، هذه الصين التي لا نستطيع أن نفيها حقها وشعبها الدؤوب
من التكريم والإشادة، والشكر لصنيعها الذي تنجزه لخير البشرية، وما تقوم به من خدمات جليلة، الدعم الإنساني الوافر، والزاخر، والمتنوع، والرافد بالعطاء لإطعام وإشباع البطون الخاوية والجائعة، وسد كافة الفراغات الناتجة عن الاختلالات الحاصلة هنا
وهناك.
نعم، من خير هذه الدولة، ومن منتجات هذا الشعب الكريم نأكل، ونلبس، ونتدثر لنحتمي من غوائل الزمن، وعلى مصنعاتها وتقنياتها نتصل ونركب ونتواصل ونتنقل، وعلى مزهريات مصابيحها المتلألئة نستضيء في ليالينا المعتمة، لتغدو الحياة، بوجود شعب الصين، ممكنة وحلوة وجميلة، ويغدو العيش، بوفرة منتجات شعب الصين، ممكنًا وهنيئًا وسعيدًا.
أكرمكِ الله أيتها الصين العظيمة، يا ملاذ الإنسانية،
وسلة غذاء العالمين، كم نحن مدينون لكم، خاصة بغياب دولتنا المنسية، مدينون لكم بمأكلنا ومشربنا ومسكننا، وبكل وسائل معاشنا ومعيشتنا.
لن نستطيع أن نرد لكم أقل القليل، راهنًا، فنحن شعب مسلوب الإرادة، مسلوب المقدرات، منهوب الثروات، فقير في رؤاه وتفكيره، شعب يمني يتامى دولة قضت نحبها.
حقيقة، بدون سخاء تمويلاتكم وإمداداتكم ودعمكم المتواصل، بدون ذلك، ستتعطل كافة شؤون حياتنا ومصالحنا، وسنقع، على أفضل تقدير، في حيص بيص، وما ثمَّ إلا الاقتتال سيستمر.
وحالًا لا نمتلك أي شيء، فوق الأرض، نرد لكم الجميل، لا نمتلك سوى دعوات من أعماق قلوبنا بأن يهديكم الله لدين الإسلام، الإسلام كما فطره الله،
لا كما يعيش تشوهاتنا، وكما شوهناه، نحن، سمعته،
وأسأنا إليه بأفعالنا وسلوكياتنا، وتناحرنا،
وصراعاتنا، واصطراعنا وتصارعنا، ودوام اقتتالنا،
وهمجيتنا التي لا توصف،
كما تصرفاتنا المشينة