صنعاء 19C امطار خفيفة

من اللحظات الأخيرة في حياة الشهيد الخالد الناشط المدني أمجد عبدالرحمن

من اللحظات الأخيرة في حياة الشهيد الخالد الناشط المدني أمجد عبدالرحمن

     في مساء يوم الأحد الـ14 من مايو 2017.. وقبل مجيء ذلك القاتل الإرهابي لاغتياله ظلمًا وعدوانًا، غدرًا وخسة ووحشية، بحوالي 24 دقيقة، أي في تمام الساعة الـ11 و21 دقيقة... كتب الشهيد الخالد أمجد رسالته الأخيرة إلى حبيبته وخطيبته قائلًا:

 
"أُحبك لدرجة أنني في ذروة فترات ضعفي أستطيع إسنادك؛ وأسقط أنا..".
وبالفعل جاء ذلك القاتل الإرهابي في تمام الساعة 11 و45 دقيقة، وأطلق عليه النار، وأزهق روحه في الحال.
فهل حقًا سقط أمجد، أم أنه ارتقى مجد الشهادة..؟
بالنظر لشخص أمجد -كناشط مدني وحقوقي، وكشاب مسالم محب للجميع ومتسامح مع الجميع، رافض ومناهض للعنف والقوة، وحامل للقضية السامية التي كرس جهده لنشرها وضحى بحياته في سبيلها: قضية وقيم التسامح والتعايش والقبول بالآخر.. والحرية وحقوق الإنسان..
وبالنظر إلى القدر الهائل من التفاعل وردود الفعل المجتمعي والحقوقي والسياسي والإعلامي تجاه جريمة اغتياله، وبحيث صارت قضيته قضية رأي عام داخل الوطن وخارجه، وبنظر رفاقه وأصدقائه وزملائه.. لم يسقط أمجد أبدًا... بل هم -القتلة الإرهابيون- من سقطوا..
"لم تسقط يا أمجد، بل سقط وانحط قاتلوك، أما أنت فقد علوت وارتفعت وحلقت... سأفتش عن سبب قتلك، وأكمل مشوارك، وأسير في الطريق الذي كنت فيه سائرًا، فالقلب الذي يحمل كل هذا الحب والفكر، لهو أحق بالحياة من غيره" (من مرثية نجيب أبو طالب).
"لم تكن كاهنًا يا صديقي، كما لم تكن عاشقًا للدماء، ولا تاجرًا للحروب لتدفع للأشقياء الثمن. وأنت الذي عرفتك الأغاني وظل المعاني ولحن الأناشيد إذا رفرفت في سماء اليمن" (من مرثية الأديب والناشط المدني فخر العزب).
"أما أنت أيها الراحل من بيننا إلى أعماقنا يا أمحد. عزاؤنا لك هو عزاؤنا لهذا الوطن المثقل بالإجابات المغلوطة.
لست مهزومًا يا أمجد، بل منتصر... وأيما انتصار..
كيف لا، وها هو القاتل الدميم قد دفعته جريمته غداة مقتلك إلى أقصى نهايات العار والرذيلة.
قاتك يا أمجد سيطول بحثه عن مأمن... ليزكي عهده الدامي في تجويف الفتوى الضلال.
أما أنت يا رفيقي. الآن... اللحظة... الساعة... تقيد قضيتك في مملكة الله.
والقضية على أهميتها يا رفيقي لا تتمحور فقط على من قتلك... ولكن وهو الأوجه لماذا قتلوك..؟" (من مرثية أ. بشير حسن الزريقي).
فنم نم، أيها الشهيد الخالد، قرير العينين، ولك الخلود والمجد، ولروحك الطاهرة السلام والرحمة.
وقضيتك حية وخالدة...
والخزي والعار الأبدي للقتلة الإرهابيين...

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً