صنعاء 19C امطار خفيفة

اللغز الأمريكي

أمريكا اللغز المحير... أمريكا البيت الأسود، الشعب المغيب، أمريكا باتت أمريكا ترامب المقاول... هو من يقرر خارج ما سموه الدولة العميقة... أمريكا العظمى تغادر دولة الأحلام إلى واحة الألغام يفجرها ترامب وقتما يشاء عبر شخطة قلم يحلو له أن يتمظهر به كما لم يفعل أي مهووس غيره بقلم مسموم يوقع على مصائر آخرين كهذا يقول أنا ربكم الأعلى، فجرينلاند لي وغزة قطعة من كبدي سأحيلها جنة خضراء تسر الناظرين بعيد أن أنقل أهلها على بساط الريح إلى مكان آمن مريح، حيث غزة جحيم مدمر، وكم أنا حزين... أنا فعلًا حزين، أنا ترامب المعظم، سأنقلهم إلى جنة أخرى عرضها مساحات خضراء من طور سينين بسياء الغراء أو أية بقع أخرى أقرر أو إلى أية بقع من أرض الأردن الأجمل... أنا ترامب صاحب الحكمة الفريد مقاول القرن العتيد... ويرد عليه العالم ويحك يا ترامب... مرة واحدة تريد جزيرة جرينلاند وغزة وخليج المكسيك وهلم جرى ما تبقى من بقاع الأرض، أية رسالة تحمل من لدن رب العالمين تنطح هنا وهناك... تستدعي الجميع، أي هولاكو أي هرقل أتى من مدافن هتلر النازي، أتيت تغدق على دولة صهيون الوعود، تستضيف أول من تستضيف قاتلًا مدانًا من قبل محكمة الجنائيات الدولية نتنياهو الراقص على جثث الثعابين وهي تلتهم أطفال غزة، وأنت تبارك له فعله الأثيم، تدعم تيارًا يمينيًا يريد ابتلاع الشعب والأرض، وأنت تأتي تزكيه بتطهيرك العرقي لشعب غزة، وتقول ببجاحة إنك تتألم لوضع غزة المدمر، وتريد السعادة لأهل غزة خارج أرضهم... تبًا لوعدك اللئيم... وعد سايكس بيكو الكئيب الجديد... ألم تستمع لرفض دولي لعرضك السخي القاتل تهرج أنت، أنت تلعب بالنار بمصائر الشعوب حول العالم، لن تمر خرائط زيفك، ألاعيبك لن تمر. تعلمت الشعوب كيف تقول بالفم المليان، لا تقول ذلك لأنها تدرك واستوعبت لعبة شيلوك تمامًا... انتبه أن تلعب بالنار، والنار لن تكون إن اشتعلت بأرض الكون بردًا وسلامًا عليك... هناك قوى جديدة تمتلك مقومات الرفض والصمود من أول الصين إلى آخر طفل وامرأة ومناضل بغزة يقول عن أرضنا لن نرحل، على ثراها نبقى نموت، القضية الآن مسيو ترامب باتت بقبضة شعوب ترفض ترهات ترامب، وها أنت ترى عكس ما تقول تمامًا، لا ترحيب ولا أفراح لمقترحات، بل سخط ورفض لما تهذي أو تقول من أول إطلال... غزة التي هدمتها بأسلحتك المرسلة لدولة الكيان... إلى سور الصين العظيم الذي أومى زعيمها بإشارة منه بأنه مشغول بأمور تخص بلاده، وليس لديه ولو ثوانٍ للاستماع إليك بعد أن تعديت الأصول، وفرضت عليه كما فرضت على البقية رسومك الجمركية المجنونة.
ترامب يا كبير المطبلين بسوق ترويج العقارات، لا مجد لك بأرض غزة. غزة ترفض بالمطلق ما تقول، ويبقى لدينا السؤال الذي ننتظر وتنتظره غزة البطولة والصمود: ما الذي سيفعله العرب؟ إذ هم مطالبون بالكثير، مطالبون بالخروج عن المألوف بكياسة السياسة. نعم، ولكن ليس السياسة الرخوة... نحن أمام خطر جلل نكون أو لا نكون أحرارًا نقرر ما نريد وفقًا لتطلعات شعوبنا... نعم قد أثبت الواقع الذي بدأ يلوح جديدًا الرفض المطلق لترهات الترامب. مصر القوية قالت القول الرافض للمساس بحقوق شعب فلسطين... قالت وأصرت وتصر على القول... السعودية رفضت بالمطلق، ولكن هناك المزيد، إذ هناك أمور أخطر تتطلب المزيد من التصدي والمواجهة، حتى يشعر الكل بقوة الصوت العربي إن توحد حقًا... وهو ما ننتظره... ننتظر أن نبني على ما هو تجاوز للاءاءت الخرطوم الثلاث. القمة العربية القادمة مطالبة بعدم البقاء بالمنطقة الرمادية، حيث الأمر جدًا خطير، الأمر يتطلب خطة متكاملة واضحة المعالم والمواعيد والإمكانات المالية والمادية لإعادة إعمار غزة، لا يكفي انعقاد القمة، المطلوب أن تكون قمة على قدر التحديات للأمن القومي العربي والأمن لكل الدول العربية. تلك لحظة إما البقاء أو الضياع، ولا نريد المزيد من الضياع والتمزق والتمزيق لبلداننا العربية.
نريد صورة أبهى وأقوى وأعلى صوت يسمعه ترامب ودولة الكيان... أكثر من ابتسامات اللقاءات مع الكاهن ترامب، إذ هو لا يمزح، بل يمضغ ويبتلع ما يريد من أراضٍ ومصالح للآخرين، وبخاصة أراضي العرب وثرواتهم.
إنها لحظة مقولة شكسبيرية نكون أو
لا نكون

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً