ستنعيك السواقي.. والضحوات.. والآصال..
وسترثيك البلابل والبراعم والطلال..
وسيبكيك مواطنوك، وينشجون بمآقيهم ومهجهم.. ويذرّفون لوعة وحسرة وندم..
سيكتب عنك الكثير من مجايليك وأصدقائك ورفاقك ومحبيك..
وسيفتقدك الوطن برمته..
وسيذرفونك دمعًا وحزن..
ليس على مستوى منطقتك ومسقط رأسك الحجرية أو تعز، ولا على مستوى الوطن الكبير فحسب، ولكن كل من قاسمته الأفراح.. ومنحته البهجة والسعادة..
كل من لامست بشجوك المنمق الجميل مسامعهم، ومسحت بعباراتك المخضلة الندية أتراح وأرق وتباريح نكد لياليهم.. وآهات بعدهم وتغربهم..
كل من انتابه الحنين واشتاق لمرابع صباه.. وهفت روحه للسهل والقرية ومتعة الخضيرة..
كل من تذوق سلسل مباهج نصوصك الأدبية والشعرية الثرة الغزيرة، من أشجتهم قصائدك الوطنية والعاطفية بحلاوتها وطلاوتها ورومانسيتها المنسابة المترقرقة العذبة..
من حركت شجونهم قصائدك المغناة، ومن دغدغت مسامعهم كلماتك الرقيقة الدافقة الشجية..
من بذرت همسات وإيقاعات صوتك الغرد في تليم حبهم.. وآنست بفوح أحاسيسك وعواطفك وذوب روحك أوجاعهم وآلامهم والهموم..
ستبكيك عروق الورد الـ أسقيتها بجماليات رفيف حرفك..
جمال ورود خضبان.. وغمغمات النهر.. وزهر نيسان..
ستبكيك الدوادح.. والفراجم
والجداول وسيول الأمطار..
وستعزف مراسيم وداعك لحن تراجيديا حزينة شبابة الراعية..
سيبكيك وينهج في وداعك الوطن المكلوم كثيرًا..
وأنّى، بعد فراقك يا سلطان، أنّى للقمري، بعد فراقك، أن يغرد..
نسأل الله أن يكرم وفادتك، وأن ينزل عليك شآبيب الرحمات..