صنعاء 19C امطار خفيفة

قال لهم قبل عودته: رحلت معارضاً وعدت فناناً.. فأخذوه

من ينقذ "أحمد المكش" ويخرجه من شباك الأمن والمخابرات!

2024-12-30
من ينقذ "أحمد المكش" ويخرجه من شباك الأمن والمخابرات!
لـ" الحوثيين" : رحلت معارضاً وعدت فنان" ( فيسبوك)

منذ عصر الـ 22 من مايو الفائت والكاتب الصحفي أحمد المكش في عوالم خفية. كان المكش عائدًا على متن الخطوط الجوية اليمنية من القاهرة ـ عمان عندما التقطه جهاز الأمن والمخابرات التابع لـ"حوثيين" من صالة مطار صنعاء وغيبه إلى اليوم.

 
الأسبوع الفائت أطلق شقيقه محمود صالح المكش مناشدة إلى قيادة سلطات الأمر الواقع في صنعاء ملتمسًا منهم لفتة كريمة تعيد النظر في قضية شقيقه أحمد المكش والكشف عن التهمة المنسوبة إليه إن وجدت لكن دون جدوى.
 
وعلى مدى ستة أشهر و8 أيام لم تتوفر أية معلومات بشأن المكش حيث تعاني أسرته ظروفًا نفسية مؤثرة لاختفاء الصحفي أحمد المكش المعروف بمشاكساته اللطيفة عبر كتاباته التي يطلقها في كل اتجاه.
 
في "اتحاد ادباء مصر" شاعراً (فيسبوك)
 
أقام أحمد المكش فترة في القاهرة يهاجم الحوثيين من جهة بكتاباته عبر منصات التواصل الاجتماعي ولكن هجومه الأشد كان من نصيب أطراف الشرعية حيث ظل على طول إقامته في القاهرة يتناول رأسًا رشاد العليمي والحكومة والوزراء واحدًا واحدًا. وبسبب انتقاداته اللاذعة لمسؤولي الشرعية فقد عاش ظروفًا مادية صعبة في المنفى وكان يقيم مع أصدقاء له في شقة بائسة في القاهرة.
 
وبحسب أصدقاء للمكش (مقيمون في القاهرة) فإنهم نصحوه وألحّوا عليه بالعدول عن قرار العودة إلى صنعاء إلا أن المكش اتخذ قرار المغامرة هكذا كما كتاباته وشخصيته: لطيفة وودودة وتهوى المشاكسة.
 
وكان المكش قد أطلق استغاثة سلام بينه وبين الحوثيين من مطار الملكة "عليا" في "عمان" قبل أن تقلع الطائرة قائلًا: "الإخوة أنصار الله رحلت معارضًا وعدت فنانًا.. من الآن وصاعدًا ولا تسمعوا لي نخس.. خلاص صفحة جديدة".
 
المكش مع أصدقائه المسيحيين (فيسبوك)
 
كان يعتقد أن نداءه التصالحي مع "الحوثيين" سوف يوفر له نوعًا من الحماية لكن على العكس: كانوا بانتظاره في مطار صنعاء الدولي.
 
وفي سنته الأخيرة في القاهرة بعد أن يئس بأن لا جدوى من كتاباته اتجه إلى الفن وكان يتجول وعلى كتفه عود ليعزف وسط البلد ويتحلق المصريون حوله ويفرحون.
 
لعله أجاد العزف أو أن المكش كان يحاول أن يسلي على نفسه.
 
في القاهرة كان جل علاقاته وانخراطه هناك مع فئات مختلفة من الشعب المصري الودود والطيب. حيث حضر فعاليات "اتحاد أدباء مصر" واستضافته النقابة ضمن فعالية شعرية ألقى فيها الشاعر أحمد المكش قصيدة عصماء ومنحته "أدباء مصر" بطاقة العضوية وانتسب إليها كشاعر وأديب وكاتب.
 
والمكش من أقل اليمنيين احتكاكًا باليمنيين في القاهرة حيث له اهتماماته وتهويماته الجريئة والعجيبة في آن: لا تفوته فعالية داخل جامعة القاهرة حيث يحضر ولديه من الجرأة ما يجعله يطلب الحديث على المنابر الجامعية وأنشطة النقابات وفئات الفنون الشعبية وهواة السفر عبر النيل وباعتباره مفكرًا وشاعرًا وكاتبًا وأكاديميًا جامعيًا كما يقول.
 
لا أحد ينزعج من كتابات أحمد المكش التي ينشرها تحت عنوان "مكشكشات" كما أنه بسيط ولطيف وشهم في نفس الوقت.
 
ورغم علاقاته الواسعة والمتينة مع مشائخ ومسؤولي "محافظة ريمة" إلا أنهم هذه المرة تخلوا عنه بسبب كتاباته التي تتسم بالنارية ضدهم بين وقتٍ وآخر.
 
المفارقة الظريفة أن أحمد المكش في 2015 كان رئيسًا للـ"الجبهة الإعلامية ضد العدوان" في صنعاء ثم اختلف معهم وانتقل إلى الضفة الأخرى: "الشرعية". وعندما لم يطب له البقاء طويلًا قرر العودة في 2018 إلى صنعاء وتعرض لمشاكل إلا أنه استطاع التغلب عليها بمعاونة مشائخ في ريمة وبعد 3 سنوات اختلف معهم جميعًا وطار إلى القاهرة مجددًا وأخذ يهاجم الفريقين معًا: الشرعية والحوثيين. وعندما لم يجد من ذلك بُدًا انعطف باتجاه الفن وقال إنه ترك السياسة والكتابة معًا.
 
من سيقف مع أحمد المكش هذه المرة! مع أن شخصية بسيطة وودودة مثل صاحب "المكشكشات" لا تستحق كل هذه القسوة فهو لم يكن عسكريًا يومًا ولا ظهر في القنوات ولا في كبريات الصحف: كلما في الأمر "مكشكشات" ظريفة يطلقها على الجميع عبر المجموعات.
 
يحتاج أحمد المكش إلى التضامن الفعال معه وإلى التفاتة من عقلاء أنصار الله لإطلاق سراحه الفوري.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً