خالد نبهان، أبو ضياء الذي صار اسمه روح الروح، غاب اليوم.
غاب كما تغيب الشمسُ خلف غيمٍ ثقيل، لا لتُمحى، إنما لتصير في الأفق ذكرى متوهجة.
ودَّع حفيدته ذات يوم في هذا الكابوس المستمر، ليس وداعَ مَن يترك، فقد ظلَّ يحملها في عينيه، في قلبه، في عروقه التي تضخُّ حنيناً لا ينضب.
كانا جسدين وروحاً واحدة، وحين رحلت الصغيرة، ظلَّ خالد يتشبث بحبالها الخفية، يجرُّها معه في كل خطوة، وفي كل تنهيدة.
واليوم، أسلم حِمله.
ذهب ليبحث عنها في الجهة الأخرى، هناك حيث الأرواح لا تفترق، وحيث لا معنى للفقد.
خالد نبهان لم يمت.
هو الآن يطرق باب الغياب ليجدها، ليقول لها أخيراً: "ها أنا هنا... لم أتأخر".
لذاك الوجه الذي صار حكاية، لذاك القلب الذي صار ندبةً فينا، السلام.