كتب الإيطالي ساندرو فولتّا، عام 1941، في مذكراته عمّا سماه تقليدًا في اليمن، مفاده أن مصطلح "إيطالي" يعني طبيبًا أو مهندسًا أو زراعيًا، "بل كل شيء يتجاوز المفاهيم البدائية للسكان المحليين وينتمي إلى العلم الأوروبي"، وأن هذا التقليد رسّخه مواطن إيطالي يدعى غوزيبي كابروتي. لكن ما كان مجهولًا في هذا التصريح، هو أن مصطلح إيطالي عنى تاريخيًا أيضًا، سرقة التراث اليمني على نحو يفتقد المساءلة والضمير.
غوزيبي.. عرّاب نهب المخطوطات
في العام 2022، نشرت عائلة الدبلوماسي الإيطالي المخضرم أميديو غيليه/ غيليت، مذكراته بعد 12 سنة من وفاته في العام 2010، تضمنت مهام قُدّمت على أنها إنجازات وطنية إيطالية، ومن ذلك نهب عدد ضخم من المخطوطات اليمنية. فضمن فصل خاص سماه غيليه "مجتمع إيطالي صغير لكن نخبوي"، ابتدأه بقصة أخوين، قال إن لهما الفضل في العلاقات الدبلوماسية المميزة بين نظام الإمامة اليمني والإمبراطورية الاستعمارية الإيطالية.
الشخصية الأولى غوزيبي كابروتي الذي ولد في منطقة بوبيغا الإيطالية عام 1858. ففي أغسطس/ آب 1885، التحق بأخيه لويغي (المولود 1862) الذي كان ميالًا للمغامرة، ويطمح لتكوين ثروة شخصية في اليمن. ولويغي هذا، كان أنهى دراسته الثانوية، ومن ثم انخرط في التجارة، ثم أبحر وهو في سن الثامنة عشرة على متن سفينة متجهة إلى مصوع، في الـ24 من مارس/ آذار 1880، ثم بدأ نشاطًا تجاريًا في منطقة ميتيما السودانية، لم يحدد غيليه طبيعته، لكنه قال إنه سرعان ما ازدهر، وبعد أربع سنوات، وفي 22 يوليو/ تموز 1884، أجبرته ثورة عنيفة اندلعت في السودان، على ترك كل شيء والهرب نحو مصوع، منهوكًا ومصابًا بالإسقربوط.
بعد شهرين من البقاء في مصوع، وصل لويغي إلى الضفة المقابلة من البحر الأحمر، حيث ميناء الحديدة اليمني، ولم يتأخر في العثور عن عمل، إذ كانت سبقته إلى المنطقة الساحلية اليمنية، في العام 1880، شركة تجارية صغيرة لإيطاليين هما سانتي ماتسوكيللي ولوبيز بيريرا. هذه الشركة كان من الواضح أنها تقوم بنشاط ذي طابع استخباراتي، ولذا سرعان ما أرسلت لويغي كمندوب لأعمالها في العاصمة صنعاء.
وإذا كان لوبيز بيريرا تولى مهمة الوكيل القنصلي الإيطالي، فإن لويغي كابروتي اعتبر -حتى ذلك الوقت- أول تاجر أوروبي يستقر في اليمن، وارتبط بعلاقة وثيقة مع إيطالي آخر، يعمل كوكيل لنفس الشركة في محافظة عدن الجنوبية. أما الشقيق غوزيبي كابروتي، الذي يوصف بأنه قليل الميل للمغامرة، لكنه مجتهد ودؤوب، فقد استقر بعد العام 1885 في ميناء الحديدة، واعتمدت عليه شركة ماتسوكللي -بيريرا.
في العاشر من يناير/ كانون الثاني 1889، توفي لويغي في صنعاء، عن عمر يناهز الثلاثين عامًا، بسبب حمى التيفوئيد، فقرر شقيقه غوزيبي النيابة عنه، فاستقر في العاصمة، وقام باستيراد بضائع ومنتجات إيطالية إلى اليمن. وخلال ثلاثين عامًا قضاها تحت حكم العثمانيين ومن ثم الإمامة الزيدية، تمكن "سيدي يوسف الطلياني" كما كان يطلق عليه اليمنيون، من إسداء ما يعتبره الدبلوماسي غيليه، خدمة لوطنه إيطاليا.
إحدى المراسلات، تشير إلى طبيعة هذه الخدمات
"استخدم غوزيبي عمله ونفوذه ومعرفته بالناس للحصول على معلومات وأخبار حول الوضع الداخلي لليمن، ومتابعة حوادثها حتى التي لا تكاد تذكر، ومن ثم تقييمها ببصيرة نافذة. وقليلة هي التقارير التي أرسلها القناصل في الحديدة، لا تتضمن نسخًا كاملة من تقاريره أو لا تشير إلى رسائله التي كان يرسلها من صنعاء. كما كانت له اتصالات مباشرة مع الحكومة الاستعمارية في إريتريا، وتمكّن من إرسال بذور القهوة لزراعتها هناك".
لكن التفصيل الخطير، يتجلى من خلال لقاء جمع غوزيبي كابروتّي بالمستعرب الإيطالي أوغينيو غريفيني (أمين مكتبة الملك فؤاد في مصر)، في منطقة ماغينتا الإيطالية، عام 1897، أثناء إجازة للأول، وقد أثمر عن تعاون بعيد المدى، تم على إثره تبادل رسائل بين الرجلين، وجمع مخطوطات ومواد وثائقية تاريخية متعلقة بالإثنوغرافيا اليمنية، وعلم الآثار والنقوش السامية، والتاريخ والأدب، وهي، كما تقول المصادر الإيطالية، نصوص نادرة محفوظة في مكتبة إمبروزيانا الميلانية والمكتبة الفاتيكانية.
غوزيبي نفسه وثّق جزءًا من مراسلاته مع أوغينيو غريفيني، تحت اسم مستعار، هو إنريكو دي ليوني، فيقول:
"بعد أن تخلص من جميع الالتزامات المتعلقة بشركة ماتسوكيللي -بيريرا، التي كان يعتمد عليها بعد شقيقه الراحل لويغي، بدأ غوزيبي كابروتي العمل التجاري لصالح نفسه، وحقق نجاحًا كبيرًا، مدمجًا بين نشاطه التجاري وبحثه عن المخطوطات والآثار التي تمكّن من جمع مجموعة واسعة وقيّمة منها. وقد دفعته أبحاثه ذات القيمة العلمية الكبيرة، إلى لقاء مواتٍ مع أوغينيو غريفيني، الذي أصبح لاحقًا أمين مكتبة الملك فؤاد في القاهرة، وتوفي في وقت مبكر عام 1925. فغريفيني الذي علم من لودوفيكو كوريو الذي كان معلم غوزيبي في عام 1881، بأن الأخير موجود في ماغينتا، رغب في التعرف عليه شخصيًا، وهكذا بدأت هذه الرابطة الشهيرة بالتشكُّل، من خلال الإرسال المتكرر للمخطوطات من اليمن إلى غريفيني. وفي العام 1908، كانت هناك مجموعة تحتوي بالفعل على 1790 مخطوطة، تحتوي على أكثر من 5600 نص وعمل محفوظة في حوالي 60 صندوقًا. وبفضل مساهمات متبرعين كرماء، بينهم السيناتور لوكا بيلترامي، تم شراء هذه المخطوطات بمبلغ 30 ألف ليرة، من قبل المونسنيور أكيلي راتي المفوض من قبل مكتبة إمبروزيانا. وبرغبة من كابروتي، الذي رفض عروضًا أجنبية مغرية، تم التبرع بـ300 مخطوطة يمنية في العام 1926 للمكتبة الفاتيكانية".
وعن طبيعة المواد التي تحتوها المخطوطات، يوضح غوزيبي:
"تضم المخطوطات مكتبة متعلقة بتفسير القرآن والفقه الإسلامي من مختلف المذاهب، والفلسفة والسياسة والرياضيات والكوزموغرافيا، وعلم الفلك وعلم النجوم والجغرافيا والطب والكيمياء والنحو، وما إلى ذلك، فضلًا عن مسائل متعلقة بديانات أخرى، بما في ذلك المسيحية، وعرضها من وجهة نظر إسلامية".
وتقديرًا للخدمات التي قدمها للوطن، يقول غيليه إن غوزيبي كابروتي حاز على وسام فارس في العام 1905، وفي عام 1906، دفعه حنينه إلى وطنه (وربما كان حدسًا بالنهاية)، إلى مغادرة اليمن الذي أحبّه إلى الأبد: انتقل في 6 يونيو/ حزيران عبر البحر الأحمر (من الحديدة إلى مصوع)، ثم استقل سفينة إلى جنوة، ومن هناك إلى مسقط رأسه. لقد كان عمره 47 عامًا عندما توفي في ماغينتا عام 1919. وبدافع من الشعور بالامتنان تجاه الهبة اليمنية التي أودعها بين أرففهم، وضعت مكتبة إمبروزيانا التاريخية في ميلانو، لوحة تذكارية عند مدخلها، تصفه بالتالي:
"كان تاجرًا لومبارديًا (نسبة إلى بلدته لومبارد) بسيطًا، بدون تعليم عالٍ أو وسائل تقنية، هاجر إلى العربية مع شقيقه بحثًا عن العمل، تبع ذلك الكثير من الأشياء الممكن تحقيقها في ذلك البلد، حيث لم يعش أي أجنبي حتى ذلك الوقت، باستثناء الجنود الأتراك الخشنين. علّم العرب كيفية علاج الأمراض الأكثر شيوعًا، وجلب بذورًا لتحسين الزراعة، وبنى أفرانًا لحرق الطوب، وصمم أولى الآلات الميكانيكية البدائية. وأسس أول اتصال بين البلاد والحضارة الغربية. كان الإمام [يحيى]، الذي كان شديد الحذر تجاه كل ما يأتي من الخارج، يثق بشدة في كابروتي، وربما من هناك نشأت تلك المودة التي لطالما شعر بها الحاكم تجاه إيطاليا. وبالتأكيد كانت مبادرة كابروتي هي التي أسست أولى المبادرات التجارية بين اليمن ومستعمرة إريتريا، التي كانت حينها تحت حكم فيرديناندو مارتيني، وهذا يعني أن بلدنا يدين له ببدء تلك التجارة التي زادت تدريجيًا من النفوذ الإيطالي في البلد الصديق. لايزال اسم كابروتي يحظى بتقدير كبير، بين العرب، بل يبدو أنه يزداد لمعانًا مع مرور السنين"، وبالطبع لم تذكره المكتبة لكل هذا، بل لأنه رفد أرففها بمخطوطات وآثار يمنية ثمينة.
نسيجي اليمني
صدر كتاب نسيجي اليمني، في روما، عام 2022، في جزأين، ويضم مذكرات رئيس البعثة الإيطالية في اليمن، أميديو غيليه، أثناء حكم الإمام أحمد حميد الدين (حكم في الفترة من 1948 إلى 1962). ويعتبر غيليه من الشخصيات القومية الإيطالية الرفيعة، إذ قضى جزءًا من عمره المديد في الحروب التي خاضتها إيطاليا الفاشية، في ليبيا وإثيوبيا وإريتريا، وحتى الحرب الأهلية الإسبانية، حتى أصبح المطلوب الأول لقوات الحلفاء في إفريقيا.
فبعد أن استسلمت القوات الإيطالية لبريطانيا في الساحل الإفريقي الشرقي، رفض غيليه التسليم بالهزيمة، وقاد تمردًا مسلحًا على ظهور الخيل بين عامي 1941 و1943، ضد بريطانيا، استطاع من خلاله تجنيد عصابات إثيوبية وإريترية ويمنية، والعيش في بيئتهم. هذه المعاشرة باليمنيين دمغت جزءًا كبيرًا من مسيرة الرجل، وجعلته يتنكر بزي عربي، واسم يمني (أحمد عبدالله الرداعي) للهرب عن طريق البحر إلى اليمن، بعد أن ضيّقت القوات البريطانية الخناق عليه. بعد أشهر من البقاء في اليمن، عاد غيليه متنكرًا إلى إيطاليا، ثم بعدها بسنوات، أي في 1954، عاد ليعمل رئيسًا للبعثة الإيطالية في اليمن، تحت حكم الإمام أحمد حميد الدين.
وتحفل مذكرات غيليه، التي نشرت بعد وفاته، بصور لوثائق من بينها مخطوطات. إحدى هذه الصور لجزء من مخطوطة قديمة لسورة النحل، يقول التعليق أسفل الصورة، إنها مخطوطة أثرية قديمة بحوزة أسرة غيليه، ما يعني أنه حازها في فترة عمله الدبلوماسي. أيضًا هناك صورة لتمثالين عليهما كتابة بخط المسند، يصف تعليق الصورة أنهما من مملكة حمير اليمنية القديمة، وأن غيليه وزوجته بيس، اتخذوهما إلهين حارسين لمنزلهما في إيرلندا، ثم أهديا للمتحف التاريخي لسلاح الفرسان في بينيرولو الإيطالية على ما يبدو، إلى جانب جنبية (خنجر يمني) عتيق، لا توضح المذكرات من أية فترة تاريخية، ولا كيف تم الحصول عليه، ولا أين استقر به الحال.
كتاب الإكليل
يعد كتاب الإكليل، الذي ألفه المؤرخ اليمني أبو محمد الحسن بن أحمد الهمداني (893-945م) من أهم المراجع عن أخبار اليمن قبل الإسلام، لكن ستة أجزاء منه فُقدت، وبقيت فقط أربعة من أجزائه العشرة. المؤرخ الفلسطيني نبيه أمين فارس، كان نقل عن أمين الريحاني، صاحب كتاب ملوك العرب، والذي زار صنعاء في بداية القرن المنصرم، أنه كان قال إن الأجزاء العشرة من الكتاب التاريخي، موجودة في مكتبة الحضرة الإمامية، وهي الشهادة التي ضمنها مقدمة الجزء الثامن من الإكليل.
الجزء الثامن من الإكليل، والذي تطرق فيه الهمداني لقصور الحِمْيَريين والمساند أي القبوريات، وعجائب ما وُجد في قبور اليمن، وما حُفظ من شعر علقمة بن ذي جدن وأسعد تبع والمراثي، يأتي غيليه على ذكر مخطوطة أصلية منه، تم نقلها من قبل مواطنه غوزيبي كابروتي إلى مكتبة إمبروزيانا في ميلانو.
فمع الزيارة الاستطبابية للإمام أحمد إلى إيطاليا، في منتصف العام 1959، توجه أحد أعضاء الوفد (أحمد زبارة) إلى المكتبة آنفة الذكر، وقام باستكشاف عدد من المخطوطات اليمنية، بينها الجزء الثامن من كتاب الإكليل. وتقول المصادر إن هذا الجزء هو الأوفر حظًا من الأجزاء الأخرى، فله نسخ خطية ومصورات كثيرة، منها: ثماني نسخ في مكتبة برنستون، وأربع نسخ في برلين، وثلاث نسخ في المتحف البريطاني بلندن، ونسختان في إسطنبول، ونسخة واحدة في كل من مكتبة باريس وستراسبورغ، إلى جانب نسخة ميلانو.
حال المخطوطات قبل الحرب
أُنشئت دار المخطوطات اليمنية، بداية الثمانينيات من القرن الماضي، من قبل مؤرخين على رأسهم العلامة المعروف إسماعيل بن علي الأكوع، واتخذت من مبنى تاريخي بالقرب من الجامع الكبير بصنعاء، مقرًا لها. لجنة شكلها وزير الثقافة خالد الرويشان في العقد الأول من الألفية الجديدة، لتقصي حال الدار، خلصت إلى أنه لا توجد إحصائية رسمية بعدد وكمية المخطوطات في الدار منذ بداية تأسيسه، كما أن عددًا من المخطوطات التي تكفلت الدولة بشرائها عن طريق صندوق التراث، فُقدت، واكتفى القائمون على الدار بوعد أنهم سيبحثون عنها، إضافة إلى عدم وجود قانون ينضم دخول وخروج هذا الإرث التاريخي الكبير، ولا نظام فهرسة.
يشير كتاب خاص بوضع المخطوطات، من تأليف الخبير محمد حامد الآنسي، إلى واقعة، تعكس حجم الإهمال في عمل الدار، إذ قال إن الإيرانيين تعهدوا بطباعة مجموعة من المخطوطات بعد إعداد فهرسة لها، لكنهم عوضًا عن ذلك، لم يسلموا الدار أية نسخ من الأعمال التي تسلموها، وأن باحثًا هولنديًا أبلغ الدار أنه يتم تداولها بين أيدي الباحثين والمهتمين الأوروبيين، ولم تكلف إدارة الدار نفسها لتطلب من الإيرانيين عبر سفارتهم تزويدهم بنسخ منها.
وتمتلك اليمن مخطوطات أخرى غير تلك التي في الدار، ومنها في مكتبة الجامع الكبير الغربية، ومكتبة الأوقاف الشرقية، كما تحتضن مكتبات مدينتي زبيد وحضرموت، وهي فروع تتبع الدار، المئات منها، إلى جانب آلاف من المجلدات، عوضًا عن المتاحف ومكتبات الوقفيات المتفرقة على امتداد البلاد، وجميعها تتعرض للإهمال وعدم الحصر.
د. أمة إسماعيل الثور، أستاذ مساعد بقسم التاريخ جامعة صنعاء، لخصت معاناة دار المخطوطات، قبل الحرب، بـ"بعدم التفكير بالوضع الوظيفي للعاملين والتقنيين، ولم يحظَ هؤلاء بالوسائل والأجهزة العلمية الحديثة، ولم يتلقوا أية دورات تدريبية حديثة".
أشهر تهريب لمخطوط مؤخرًا
الآن، وفي ظل الحرب الأهلية التي عصفت بالبلد منذ خريف العام 2014، لا يعرف أحد حجم الضرر الذي أصاب هذا القطاع التاريخي، لكن من الواضح أن هناك حركة نشطة لبيع وتهريب المخطوطات، وسط حالة الشتات والانقسام الوطني.
وبرزت في السنوات الأخيرة، حالة تهريب لمخطوط يمني ثمين، يمكن من خلالها عكس ما يحدث. في مايو/ أيار 2016، استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، 19 يهوديًا يمنيًا تم نقلهم إلى تل أبيب، عبر طرق هجرة ملتوية. لم يكن المرحب بهم حينها الأشخاص الواصلين، وإنما نسخة من التوراة يقدّر عمرها بحوالي 800 عام، ظل رئيس الوزراء يقلبها بإعجاب، في حضور إعلامي عالمي. أثار حينها هذا الأمر جدلًا قانونيًا واسعًا داخل اليمن وخارجه.