صنعاء 19C امطار خفيفة

شفطوا الإيرادات.. ومنتظرين الوديعة تجي!

شوفوا على مِلعَابة، نقلوا البنك المركزي إلى عدن، ثم امتنع محافظو المحافظات المحررة من توريد الإيرادات إليه، ثم تشجع بعدهم الوزراء ومديرو المؤسسات والمرافق المختلفة، وفتحوا لهم حسابات في شركات صرافة وبنوك خاصة، بعيدًا عن رقابة وزارة المالية، وأيضًا البنك المركزي باعتباره أكبر مؤسسة مالية في البلاد.

كل هؤلاء اللصوص الذين شفطوا إيرادات الدولة معتبرين هذه المؤسسات ملكًا حصريًا لهم، في نهاية كل شهر يرفعون أصواتهم يريدون مرتبات لموظفيهم من البنك المركزي، وأيضًا موازنات تشغيلية، البنك المركزي يقول لك مافي سيولة كافية لأن الموارد التي يحصل عليها من بعض المؤسسات والقطاعات الحكومية لا تكفي الإيفاء بكل التزامات الحكومة من مرتبات وغيرها.

ماذا يفعل البنك المركزي في هذه الحالة؟ يخاطب المجلس الرئاسي والحكومة دبروا حالكم، الجماعة يهرعون إلى الشقيقة متسولين ومتوسلين، نحن عند الله وعندكم نريد وديعة جديدة، لماذا تريدون الوديعة؟ هل لمعالجة العملة المنهارة أو لإصلاح الخدمات أو لتحريك عجلة التنمية؟ لا لا.. نريدها لدفع مرتبات الموظفين والمتقاعدين. كارثة أن تستدين دولة لديها موارد ضخمة من غير النفط منهوبة من قبل شوية لصوص لا تستطيع عمل شيء حيالهم، ثم تستدين لدفع مرتبات موظفيها، وعاده يا ليت تدفع الرواتب بالكامل أو بانتظام؟ والكارثة أن الانهيار يستمر.. فلا إيرادات حصلت، ولا وديعة نفعت، والشعب مغيب تمامًا ومضلل بالأكاذيب والشعارات.

شيء مخجل أن تصل الأمور لهذا المستوى من الانحطاط، وفي أيدينا موارد وإمكانات وأوراق عديدة مهدرة وغير مستغلة بشكل أمثل وحقيقي.

أجزم أنها مئات المليارات وتصل إلى التريليونات من الريالات مهدرة في المحافظات المحررة، تذهب لجيوب اللصوص، وحينما نسأل عن تدهور العملة وتردي الوضع الاقتصادي وعدم انتظام دفع المرتبات، يقول لك تصدير النفط متوقف. يا لها من حيلة لذر الرماد في عيون المساكين والمغفلين، بينما أموال وإيرادات ضخمة تنهب يوميًا وشهريًا وسنويًا من أوعية مختلفة، ولا من رقيب أو حسيب أو خجل أو ضمير حي... خيرة الله عليكم.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً