صنعاء 19C امطار خفيفة

انتقادات واسعة وأبعاد تاريخية.. توجيهات حوثية بتمليك أراضٍ تابعة لجامعة صنعاء

2024-08-11
انتقادات واسعة وأبعاد تاريخية.. توجيهات حوثية بتمليك أراضٍ تابعة لجامعة صنعاء
كلية الطب - جامعة صنعاء (منصات التواصل)

في خطوة أثارت استياءً واسعاً في الأوساط الأكاديمية والسياسية، كشفت مصادر موثوقة عن توجه جماعة الحوثي للسيطرة على أراضٍ شاسعة تابعة لجامعة صنعاء، بهدف استثمارها لصالح قياداتها.

وفقًا لوثيقة مسربة، أصدر مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، توجيهات بتسليم أراضٍ تابعة لجامعة صنعاء لإنشاء مدينة طبية استثمارية. التوجيه يقضي باستقطاع 10 آلاف لبنة من حرم الجامعة، غرب كلية الطب، وتمليكها بشكل خاص لمستثمر يدعى عبده علي هادي.

أثارت هذه الخطوة حالة من السخط بين الأكاديميين وقطاع واسع من المجتمع اليمني، الذين اعتبروها انتهاكًا خطيرًا لحرمة أقدم وأكبر صرح أكاديمي في اليمن، واستهدافًا مباشرًا للتعليم العالي في البلاد الذي يعاني من تحديات كبيرة.

ومع تداول الوثيقة المسربة على منصات التواصل الاجتماعي، تزايدت حدة الانتقادات الموجهة لسلطة الحوثيين في صنعاء من أكاديميين ورجال قانون ونشطاء مدنيين، الذين وصفوا هذا التصرف بأنه غير قانوني وغير مسؤول، مشيرين إلى التساهل الذي تبديه الجماعة في هذا الشأن.

وأكد المنتقدون أن هناك أراضي تابعة للدولة يمكن استخدامها لإنشاء المدينة الطبية بدلاً من الأراضي التابعة لجامعة صنعاء، التي من المفترض استغلالها لتوسيع الجامعة، وبناء كليات جديدة، ومراكز بحثية، ومرافق تعليمية متطورة، تساعد في استيعاب عدد أكبر من الطلاب وتقديم برامج تعليمية متنوعة.

وأعربت الدكتورة هدى العماد، عضو هيئة التدريس في جامعة صنعاء، عن استيائها من هذه التوجيهات، موضحة أن المشروع الاستثماري يعيق استكمال بناء 11 كلية و25 مركزًا بحثيًا علميًا في الجامعة. وقالت في منشور على صفحتها في الفيسبوك إن هذه الخطوة تعد انتهاكًا لحقوق الجامعة وتفريطًا في أصولها الثابتة.

وفضلاً عن عدم قانونية تمليك أراضي تابعة للدولة، استنكر مختصون أن يأتي توجيه تمليك الأراضي بناءً على دراسة رفعها شخص لا يزال مبهمًا حتى اليوم، إذ لم تدون المذكرة المسربة الاسم الرباعي لهذا الشخص. الأمر الذي أثار تساؤلات حول شفافية العملية، على اعتبار أن مثل هذه المشاريع يُفترض أن يتم دراستها ورفعها من قبل جهات متخصصة.

 

أبعاد تاريخية

تشير بعض المصادر إلى أن الهدف من توجيه جماعة الحوثي هو استعادة حقوق تاريخية بعناوين مختلفة، حيث يعتقدون أن هذه الأراضي وغيرها في صنعاء كانت ضمن أوقاف أسرة الهادي، وأن الثورة اليمنية التي قامت على أنقاض حكم الإمامة عام 1962 عملت على تأميمها. هذا البعد التاريخي يضيف تعقيدًا إضافيًا للقضية، بينما يعتبرها آخرون محاولة لتضييق الخناق على جامعة صنعاء ومنعها من التوسع المستقبلي.

تأسست جامعة صنعاء عام 1970 كأول جامعة يمنية في الشطر الشمالي من البلاد، وبدأت عند التأسيس بكليتي التربية والآداب. شهدت الجامعة تطورات متسارعة في عهد الرئيس اليمني إبراهيم الحمدي (1974 - 1977)، الذي أسهم في توسيع الجامعة من خلال تسهيل إجراءات شراء مساحات واسعة لها، وبناء مرافق جديدة، ضمن خطة لإعلانها كمدينة جامعية متكاملة على غرار ما هو حاصل في عدد من بلدان العالم.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً