أشرقت شمس هذا اليوم في معظم أرجاء سهل تهامة، على كارثة حقيقية واسعة النطاق.
وتداول نشطاء محليون في تهامة اليمنية، صورًا لجثث غرقى السيول والأمطار ليلة أمس، في معظم أرجاء السهل التهامي (غربي اليمن).
وتظهر الصور جثثًا نصف مدفونة في الرمل لمواطنين جرفتهم السيول، ولم يتم التعرف على هويتهم ومناطق انجرافهم بعد.
وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو حجم الكارثة التي خلفتها شدة الأمطار وتواصلها، وكثافة السيول التي تدفقت من أعالي الجبال على سهل تهامة، من حدود تعز الشمالية جنوبًا، وحتى أقاصي مديرية أفلح الشام غربي محافظة حجة (شمالًا).
وانجرفت قرى بالكامل في مديريات القناوص والزيدية وبيت الفقيه وحيس والجراحي، وجرفت السيول التي اندفعت فجأة بصورة غير معهودة، على أحياء شعبية في أرياف تهامة، وجرفت معها كل شيء: البيوت والمواشي والمزارع، وتضررت الطرقات الرئيسية بشكل كبير.
وفاضت الوديان الرئيسية مثل وادي زبيد وأودية مور وسهام وسردد ورماع، ودمرت مزارع النخيل والحقول الزراعية المرسمة على جوانب تلك الوديان الخصيبة.
وغرقت أحياء واسعة وشوارع تجارية رئيسية في مدينة الحديدة مثل المطراق وباب مشرف والربصة وغيرها، وهكذا الحال في مدن وأسواق: بيت الفقيه والمنصورية والسخنة وحيس والجراحي وباجل واللحية.
وعلمت "النداء" أن السكان المحليين في القناوص والزيدية الذين انجرفت بيوتهم، باتوا بلا مأوى، حيث فُتحت أمامهم المدارس كملاجئ مؤقتة، في ظروف جوية لاتزال خطرة، كما تشير مراكز الأرصاد والتنبؤ الجوي وخبراء الطقس. الأمر الذي يجعل تلك المراكز الإيوائية المكتظة بالنازحين، مراكز إيواء غير آمنة، في ظل غياب شبه تام للسلطات واستعدادات فرق وطواقم الإغاثة والدفاع المدني.
وعلّقت الدراسة في معظم مدارس وكليات أرياف ومدن تهامة (الحديدة وحجة)، اليوم، ولاتزال عمليات البحث عن مفقودين جارية في بعض مناطق القناوص والكدن، كما تشير مصادر محلية تمكنت "النداء" من التواصل بهم عبر الماسنجر.
وأفاد مسافرون من مناطق غرب ريمة، باتجاه الجراحي وبيت الفقيه، بأنهم لم يستطيعوا عبور بعض القنوات بفعل كثافة المياه، و"التغاريز" في الطين.
وصدرت تنبيهات وتحذيرية محلية لسائقي الشاحنات الكبيرة وناقلات الحمولات الثقيلة على سائر الطرق الرئيسية: الحديدة ـصنعاء أو الحديدة ـحجة والمحويت، بأن عليه التوقف في أماكن صلبة، وعدم المجازفة في عبور الكباري وبعض الطرق المرتخية.
ويعيش النازحون أوضاعًا مأساوية في معظم نواحي وجهات السهل التهامي، حيث البرد وفقدان البيوت، وبعضهم فقدوا أقاربهم، وفي ظل أوضاع معيشية شديدة العوز.
احصائيات
وفي تصريحات لوسائل الإعلام، أفاد محافظ الحديدة، (التابع لسلطة الأمر الواقع في صنعاء) محمد عياش قحيم أن حصيلة الضحايا بلغت 30 شخصاً، مع وجود 5 مفقودين، وأن عدد المنازل المدمرة أو المتضررة بلغ 500 منزل.
من جهة أخرى، أكد محافظ الحديدة التابع للحكومة المعترف بها، الحسن طاهر، أن السيول تسببت في أضرار بالغة للمواطنين والممتلكات، حيث جرفت عشرات المساكن والمزارع والمواشي. ولم يقدم أي تفاصيل أو أرقام عن الضحايا أو المفقودين أو الأضرار المادية، سوى الإشارة إلى فقدان 3 مقاتلين في مناطق خط التماس مع الحوثيين.
