صنعاء 19C امطار خفيفة

السينما في عدن.. ما حكاية أيام "المحجبات" المخصصة للنساء؟

2024-08-07
السينما في عدن.. ما حكاية أيام "المحجبات" المخصصة للنساء؟
السينما في عدن.. ماضٍ عريق وحاضر بائس
عرفت مدينة عدن، انتشارًا لدور العرض السينمائي في بدايات القرن العشرين، وتحديدًا في عام 1910، وبذلك تكون من أوائل مدن الجزيرة العربية والخليج -إن لم تكن الأولى- التي تعرف الفن السابع.
 
لم يقتصر تواجد السينما في عدن على عرض الأفلام الأجنبية والهندية، ولاحقًا العربية، ولكن شهد إنتاجًا عدنيًا خالصًا، من خلال فيلم "من الكوخ إلى القصر"، الذي أُنتج أواخر ستينيات القرن العشرين.
 
تميز المجتمع العدني بالإقبال الكبير على الفن السابع، حتى من النساء، اللاتي حظينّ بترتيبات خاصة لتشجيعهنّ على مشاهدة السينما، من خلال أيام عرض مخصصة لهنّ ووسائل نقل تقلهنّ من منازلهنّ إلى دور العرض والعودة.
 

العصر الذهبي 

 
يتحدث الإعلامي، والمختص في مجال السينما والمسرح في عدن، أحمد علي اليافعي، عن محطات منيرة في تاريخ السينما بالمدينة، معرجًا على كيفية الاهتمام بالنساء والعناية بخصوصياتهنّ ليتابعوا هذا النوع من الفن.
 
يقول اليافعي لـ"النداء"، إن السينما وإن ظهرت في عدن مطلع القرن العشرين، إلا أن عصرها الذهبي كان في خمسينيات وستينيات ذلك القرن، حين انتشرت دور السينما في جميع مديريات محافظة عدن، وكانت الأفلام السينمائية العربية والأجنبية، وحتى الهندية، تعرض في دور السينما في عدن، حالها كحال بقية دول العالم وقتذاك.
 
ويضيف: وكان أول عمل سينمائي محلي، من إنتاج عدني خالص، هو فيلم "من الكوخ إلى القصر"، الذي أنتج أواخر ستينيات القرن الماضي، وعُرض في مدرسة البادري، وكان الناس يدخلون بتذاكر عرض لمدة ثلاثة أيام في كريتر ويومين في المعلا.
 

 سينما المحجبات 

 
ويكشف اليافعي عن محطات لافتة في تاريخ السينما بعدن، حين كانت في كامل ألقها وأوج تطورها، ومن تلك المحطات، "سينما المحجبات"، والتي يتم فيها تخصيص أيام محددة للسيدات لمشاهدة العروض السينمائية.
 
ويتابع: كان هناك شخصية شهيرة في مجال السينما بعدن خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي، يدعى مستر عبدالحق، قام بتخصيص أيام محددة للنساء المحجبات ليسمح لهنّ بالدخول والاستمتاع بالعرض السينمائي في يوم خاص لهنّ، دون الرجال.
 
لافتًا إلى أن القائمين على هذه الأيام كنّ سيدات أوربيات وهنديات يقمنّ بأخذ النساء المحجبات ذهابًا وإيابًا من منازلهن للسينما والعكس، عبر حافلات خاصة، بعد أن يكنّ قد حجزنّ لهنّ تذاكرهنّ من السابق.
 

 تراجع 

 
ويعبر اليافعي عن أسفه نتيجة تدخل السياسة شيئًا فشيئًا في لعب دور خطير أدى إلى تدهور الفن بشكل عام والسينما بشكل خاص.
 
ويرى أنه بعد سياسة التأميم لدور العرض السينمائي، جاءت فترة الوحدة اليمنية، وقضت على السينما في عدن، وصارت دور السينما مجرد هياكل اسمنتية مخربة من الداخل، تملؤها القمامة أو مرتعًا للحيوانات الضالة، أو مسكنًا لنازحي الحرب.
 
ويختم الإعلامي أحمد اليافعي حديثه لـ"النداء"، بالإشارة إلى أن ما يحصل الآن من عروض سينمائية نادرة هي محاولات فردية جاهدة، تأمل أن تعيد السينما لسابق عهدها، مؤكدًا بأن هذه المدينة ومبدعيها سينتصرون يومًا ما لإبداعاتهم.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً