صنعاء 19C امطار خفيفة

اليمني وتبديل الشَّرِيحَة

الضغوط النفسية الشديدة التي تعرضت لها الأسرة اليمنية دفعتها إلى تشتيت ولائها وتوزيعه بين الأطراف المختلفة، إذ تجد ثلث الأسرة مع الشرعية، وثلثًا مع الحوثي، والثلث الأخير يراوح بين الاثنين. الجميع يعيشون في بيت واحد، أو ينتمون إلى أسرة ممتدة واحدة!
 
نَمَت وتكاثرت الشخصية اليمنية متعددة الولاءات منذ عام 2011، وهي انعكاس لمشاكل نفسية، أخطرها الصراع النفسي الداخلي بين قيم ومبادئ الشخص، والضغوط الخارجية التي يتعرض لها.
 
باندلاع الحرب الأهلية في عام 2014، وُضِع اليمني قسرًا في خضم محيط متناقض ومتصارع ومتغير، فسعى لمحاولة التكيف مع هذا المحيط المائع وغير الواضح. زاد الأمر سوءًا أن تهديد الناس في معاشاتهم ووظائفهم قد سرَّع من اندفاعهم لإرضاء جميع الأطراف المتصارعة لضمان القبول والدعم الاجتماعي.
 
المأساة أن هذه الضغوط النفسية انتقلت من الآباء والأمهات إلى الأبناء الصغار والشباب، حتى أصبحت مقولة "بَدَّل الشَّرِيحَة"، أي غيّر ولاءه، مقولة ليس لها أي معنى سلبي، بل أصبحت مثارًا للنكتة والضحك بين الشباب.
 
ممارسة هذا السلوك (تبديل الولاء) وتقبله من الناس، سينعكس على الوضع السياسي والاجتماعي، الذي سيبقى مراوحًا مكانه، لأن التغيير مرتبط بهذه الشخصية متعددة الولاءات. هذا يعني أن انتصار طرف على آخر عسكريًا أو سياسيًا، أمر مستبعد على المدى القريب، وأن أي تغيير مستقبلي سيكون بوتيرة بطيئة حتى تستقيم الشخصية والصحة النفسية لليمني.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً