صنعاء 19C امطار خفيفة

أزمة طيران اليمنية المتصاعدة والضغوط السياسية

2024-06-26

في عملية مملؤة بالصفاقة واللامبالاة وقبل ثمان ساعات وفي اثناء عملية النقل لرحلات الحجيج للعودة إلى اهلهم وذويهم بصنعاء.. احتجز الحوثة أربع طائرات لطيران اليمنية غير مبالين بانتظار وبتواجد الحجاج لساعات طويلة مضنية بمطار جده السعودية لهدفٍ غير سامٍ يريدون به الابتزاز لاستخدامها كورقة ضغط سياسية أخرى، علمًا بان الحوثة يحتجزون أكثر من 310 مليون دولار من أموال إيرادات الشركة؛ بل ذهبوا بعيد بالقيام بمصادرتها.

 تأتي هذه العملية اللاإنسانية في زمن يفرض به البنك المركزي اليمني قراراته السيادية لإصلاح الاعوجاجات الاقتصادية التي شوهوها..

السؤال كيف تم ذلك الاحتجاز التدريجي المخطط رغم المؤشرات التي تفضي إلى عادة نقض الحوثة للعهود والاتفاقيات والأعراف؟ فالطائرة الأولى تعذر الحوثة بأنها بحاجة إلى صيانة. والأمر ليس كذلك، أما الطائرة الثانية والتي كانت ستهبط بالحجاج في مطار صنعاء بالمساء إلا أنها بسبب الأمطار اتجهت إلى جيبوتي وليس إلى عدن، وعادت الصباح إلى صنعاء وتم احتجازها، أما الطائرتان الثالثة والرابعة فقد أخذت الأمور وكأنه عمل نقل روتيني إيفاء بالعقد مع الحجاج، أيعقل ذلك؟

لقد ظل الحجاج في صالات مطار جدة لأكثر من 12 ساعة شابها التوجس، حتى وصلهم الخبر اليقين بأن الحوثة احتجزوا ناقلاتهم، وتمت عودتهم رغم إرادتهم إلى مكة..  إنها لعملية دنيئة مخططة ولامسؤولة، لم تضع أية اعتبارات لمن أدوا المناسك والمشاعر أو للدين أو للمواطنة..

هكذا يصنع الحوثة الازمات وهذه الازمة بحقيقتها تفضح النوايا الخبيثة لهم وتكشف عن سوء تقدير لنياتهم وهم موصومون ومعروفون بأنهم لا ولم يصونوا عهدًا. فاستخدامها لاحتجاز الطائرات كورقة ضغط سياسية لن يثني الدولة ممثلة بالبنك المركزي عن المضي قدما بإصلاحاتها الاقتصادية.

 أرى بأن يحاسب كل من كان له ضلع بالمسؤولية وراء إرسال الطائرات وكذا السياسيون صانعو القرار الذين لم يقرأوا المشهد عن كثب..  إزاء هذه العملية لابد من المحاسبة وعلى رئيس الخطوط اليمنية أن يقدم استقالته فورًا احترامًا للذات.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً