أحمد الظامري يكتب عن : الفضائية وقصيدة عن اللَّحمة
باستثناء الدقائق المعدودة التي تجتذب اهتمام البعض لمتابعة القرارات الجمهورية التي تبث في نشرة الاخبار الرئيسة لا اتصور اطلاقاً أن هناك من يفكر في مشاهدة الفضائية اليمنية ولا اتخيل ان هناك من يختلس نظرة نحو ساعة يده مثلما نفعل لمتابعة برامج بحجم «البيت بيتك» او خليك بالبيت لزاهي وهبي او حديث المدينة الذي يقدمه الصحافي المخضرم مفيد فوزي او العاشرة مساء الذي تقدمه منى الشاذلي على قناة دريم، وحقيقة ودون تردد اقول ان هناك من يعتقد ان الفضائية اليمنية ربما تاهت في إحدى المجرات الكونية.
يؤسفني حقاً أن أذكر ما قاله أحد الاشقاء العرب الذي تابع -مصادفة- ماتبثه الفضائية وحينها سألني هذا الشقيق هل بلادكم «موبوءة» بأمراض الملاريا والتيفود والسرطان وغيرها من الامراض التي لم يعد لها سمعاً في الالفية الثالثة؟ اجبته بالنفي فتساءل لماذا يصور اليمن كذلك بتكرار بث هذه الفقرات الصحية في فضائيته؟! وأضاف اقتراحاً هاماً بأن مثل هذه البرامج التوعوية مكانها القناة الارضية وحينها لم اجد ما اقوله لصحة ما ذهب اليه هذا الشقيق.
المشكلة الحقيقية التي تواجهها الفضائية اليمنية منذ فترة طويلة، رغم الجهود التي بذلت من الوزراء، الذين تعاقبوا على حقيبة وزارة الاعلام، ان النفس الابداعي المقدم للمشاهد غير موجود، ناهيك عن رتابة المواضيع التي تطرح في الشاشة الفضية بدليل ان قنوات مثل «الجزيرة» او «العربية» تتناول مواضيع يمنية «صرفة» مع ذلك تحضى بمشاهدة واسعة لان الطريقة التي تقدم بها المواضيع اليمنية تغلف بعناصر جذب وإبهار غير متوافرة في برامج الفضائية.
ماذا احتاج سامي كليب، مذيع الجزيرة، حين قدم حلقة ولا اروع، مع الشيخ عبدالله الاحمر في برنامج زيارة خاصة الذي اثار جدلاً واسعاً في الشارع السياسي اليمني، إعداد جيد لسيرة الشيخ الثرية واسئلة هربت من التقليدية ومخرج تذوق هذا الحوار واستفاد من ردود الافعال التي بدت على ملامح الشيخ أثناء التصوير وكذلك معظم الحلقات التي تناولت مواضيع يمنية صرفة مثل القات والمياه وغيرها من المواضيع التي اخُذت لها «زووم» من هذه القنوات.
اتصور ان الانسان لن يتطور قيد أنملة مالم ينظر إلى تجارب الآخرين فبرنامج مثل برنامج «خليك بالبيت» الذي يقدمه المذيع اللبناني الذي حصد العديد من الجوائز الاعلامية، كان آخرها اختياره للمرة الثالثة كأفضل برنامج عربي في دبي، او البرامج السابقة هي دروس عملية يمكن ان «تيمنن» -بحسب امكاناتنا وظروفنا، فكثيراً من البرامج الشهيرة مثل من «سيربح المليون» هي حصيلة استنساخ لبرامج امريكية واوروبية لاقت نجاحاً مبهراً.
ولأن هذه المساحة لن تفي بالغرض للحديث حول هذا الموضوع أن اقول ان المشاهد اليمني غير مجبر بالتوقف عند الفضائية طالما يحصل علي ما يريده من قنوات اخرى وما يريده هنا يختلف من ذوق لآخر.
<<<
بمناسبة غلاء اللحمة ووصول ثمن الكيلو إلى أكثر من عُشر مرتب اي موظف اهدي هذه القصيدة -للشاعر المصري فؤاد منصور- لدولة الاخ رئيس الوزراء راجياً ان لا يكون من النباتيين ولا يعير هذه الابيات اهتماماً:
«إذا الشعب يوماً اراد اللحوم
فلا بد ان يستجيب البقر
ولابد للبط ان يختفي
ولابد للوز ان ينتحر
فقدنا الفراخ وكل الطيور
ولم يبق الا حديث الهُبر
وقالوا ده سعر اللحوم كبير
يضر المرتب كل الضرر
وان الدراهم لا تشتريه
فسعر اللحوم مثل الدرر
فقلت وليس أمامي سبيل
ساخذ واللحم بعض الصور
---------------------------------
aldameryMail
: الفضائية وقصيدة عن اللَّحمة
2006-05-10