الثورة جلجلة الأعماق
فتحي أبو النصر
تعمل الأنظمة على إدخال الشعب في ضغوط معيشية ينسون معها إرادتهم المستلبة. تجعلهم يدوخون في دوائر الخوف واللايقين الشعبي. لا ينجزون أي نقد، ولا يأبهون بشأن المستقبل. يصير نهجهم مخطط له سلفاً. بوحشية يتم إثبات أن الشعب لاشيء بدون الطاغية. لكن الثورة جلجلة الأعماق. فرصة لتكون الحياة أفضل. الثورة في روح الشعب.
*
لا يتفهم المستبدون احتياجات الشعب. يصبّون البلد في مصلحة جيوبهم. يبررون لأنفسهم القهر والباطل. كائنات شرهة بلا أخلاق. كلما زاد عمرهم زادت غطرستهم قساوة. يتعاملون بالازدراء. يضمرون النهش. تنقصهم الإنسانية كثيراً. لهم أبناء ثقال الظل. يغيظون الأمل. يؤمنون أننا نصدق كذبهم. يتطفلون على الشعب. حقيقتهم الوحيدة هي الانتحال.
*
السخط يتجلى فتبرز معه أسباب الثورة. الثورة أن يحاكم الشعب مستبديه. الثورة إرادة شعب بالحياة الكريمة. تأتي الثورة تحقيقاً لمطالب الشعب. كردة فعل على الفساد المتكوم. تعزز من كينونتنا وجوهر الشعب لا يستسيغ الشمولية حتى وإن قُسر عليها.
*
في اليمن صار الشعب تابعاً ذليلاً محبطاً خلف نظام بلا إحساس سوى شغفه بتنمية مصالح القائمين عليه. لعقود من الزمن استمر هذا النظام حتى صار بلا آفاق وطنية. راكم الخيبات بخدائعه، واستمر ناشراً البؤس كهوية في الشمال والجنوب. وحدها الثورة من تعيد الشعب إلى الريادة فقط. الثورة لحظة إصلاح الروح من خللها السلبي. صوت العقل ممزوجاً بصوت العاطفة. قمة الوعي تماماً.
*
الحاصل أيضا أن لحظة الثورة تعبير عن الوفاق الشعبي اللامتوقع. تعبير عن التحرر من حالة الحصار الداخلية الرهيبة لكل فرد. أكثر من مجرد ثأر. أهم من كونها فضيلة. دوام الحقيقة. انوجاد الحلم الضائع. رسوخ التغيير.
الثورة جلجلة الأعماق
2011-03-07