هكذا عرفتهم.. في مركز ابن عبيدالله السقاف
أقام مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بمدينة سيئون، مساء الأربعاء الماضي، محاضرته الأولى لموسم هذا العام، والتي تمحورت في التعرف على ثقافات بعض الشعوب ودياناتها المختلفة ومواقفها من الإسلام والمسلمين، وكذا واجب المسلمين تجاه الآخر، ومعرفة الأسباب والأبعاد الثقافية والسياسية والجغرافية لذلك عبر العقود وبخاصة القريبة.
ألقى المحاضرة الداعية السيد كاظم بن جعفر السقاف الذي عُرف بالتسامح واللطف وقوة الحجة والمنطق لدى الكثير من الشخصيات الدينية والعلمية والباحثين في الشأن الإسلامي والمهتمين بتاريخ المنطقة، وبخاصة القساوسة من أهل أوروبا وأفريقيا وآسيا، الذين كثيراً ما يبدون احتراماً وتقديراً للإسلام نقيض ما تظهره لنا بعض وسائل الإعلام.
وفي محاضرته الموسومة بعنوان "هكذا وجدتهم.." التي ألقاها مساء الأربعاء، في مركز ابن عبيدالله السقاف بمدينة سيئون، أوضح السيد كاظم أن واقع الإسلام في أوروبا على وجه الخصوص يفضي إلى التفاؤل سواء في الأوساط الدينية الرسمية أو الشعبية، وأن روح التفهم والتلهف إلى معرفة الإسلام تجاوزت مرحلة السماع به إلى مراحل متقدمة متفاوتة ما بين حب الاطلاع والشغف والإيمان والاعتناق.
وأكد أن روح الإسلام الحقيقية هي في الأصل موجودة بالفطرة لدى الكثير من أبناء تلك الشعوب، ومتجسدة في كثير من تعاملاتهم وسلوكياتهم. و قد حمل المحاضر الإعلام المسؤولية الكبرى في تشويه صورة الإسلام لدى تلك الشعوب، مما صرف البعض عنه، وربما تجاوز ذلك إلى درجة التحامل عليه. كما أكد أن الإسلام في كل حال لا يتنافر مع الهوية الوطنية والمجتمعية لأي إنسان، بل إنه يعزز ويكرس الهوية والانتماء والولاء للوطن والمجتمع في أي مكان.
وخلال ذلك أكد أن الإسلام يمتلك في حقيقة الأمر الكثير من العناصر الجذابة إليه، والمرونة لمواكبة لكل عصر، وانسجامه مع المجتمع ومع كل ذي حس سليم من خلال المخزون التراثي والفنون الحسية، فضلا عن الروحة الرطبة والبلاغة والنصوص والبراهين القرآنية، وعلاوة على ذلك السلوكيات المثلى للمسلم السوي التي تعد من أهم أدوات نشر الإسلام والدعوة إلى الله.
وخلال محاضرته الشيقة التي تفاعل معها حضور رفيع، أكد السيد كاظم على أهمية الالتزام بقيم مدرسة حضرموت، والتي من خلال سلوكيات أهلها انتشر الإسلام في أصقاع المعمورة بجهود فردية وسلوكيات مثالية، كونها تتعامل مع سائر البشرية بتواضع وسمو إنساني رفيع، بغض النظر عن العقيدة والمذهب، وبعيداً عن الطائفية والعنصرية.
وفي سؤال عن أسباب ارتداد بعض معتنقي الإسلام حديثاً من تلك الشعوب، أكد أن أهم أسباب ذلك هو الإهمال وعدم المتابعة التي يتحمل مسؤوليتها كل مسلم.
وقد تفاعل الحضور مع هذه المحاضرة، فقد طرح السيد عبدالرحمن السقاف مدير هيئة المتاحف والآثار، فكرة إعداد كتيب يتضمن "برامج مختلفة لزيارة المعالم الدينية والسياحية في وادي حضرموت"، تقدم كهدية لزوار المنطقة، وقد نالت هذه الفكرة استحسان الحضور، وعدت إدارة المركز بتبني هذا الاقتراح للتنفيذ في أقرب فرصة ممكنة.
المحاضرة قيمة وثرية، وقد اختزلت فيها العديد من الهموم والمهام، وفي مجملها ثمرة غنية لكل باحث متجرد ومهتم في هذا الشأن.
هكذا عرفتهم.. في مركز ابن عبيدالله السقاف
2011-01-17