صنعاء 19C امطار خفيفة

خبير الشؤون الصومالية!

2010-12-07
خبير الشؤون الصومالية!
خبير الشؤون الصومالية!
 سامي غالب
في واحدة من الوثائق التي نشرها موقع «ويكيليكس» مؤخراً ينقل ديبلوماسي اميريكي عن مسؤولين سعوديين قولهم بأن قدرة الرئيس علي عبدالله صالح على السيطرة على بلده تدهورت جراء تخليه عن مستشاريه القدامى، واعتماده على شباب عديمي الخبره والصلات بينهم نجله.
ومساء السبت صادق مصدر إعلامي على التقديرات السعودية عبر تصريح لموقع «المؤتمر نت» يطعن في وطنية محمد سالم باسندوه أحد أبرز مستشاري الرئيس صالح.
قال المصدر الإعلامي إن باسندوه آخر من يعلم في شؤون اليمن، وليس له أية صلة بها (...) وإن من الأفضل له أن يواصل اهتمامه بالشؤون الصومالية الخبير فيها. ينطوي تصريح المصدر الإعلامي، الذي جاء بعد ساعات من حوار لباسندوه نشرته صحيفة «اليقين»،على العديد من الإساءات!
 يتوسل التصريح ضرب صدقية سياسي يمني معروف باستقلاليته، ويحظى باحترام قوى سياسية واجتماعية متنوعة اختارته لرئاسة تحضيرية الحوار الوطني، وقد تقدم لأداء ما رأى فيه واجباً تهون دونه الأخطار في بلدٍ سائر على طريق التفكك والتحلل إلى مكونات بدائية! وعندما قدَّر أن الحوار انحرف عن مساره في 17 يوليو الماضي، بسبب توقيع احزاب المشترك والمؤتمر الشعبي العام على محضر تنفيذي يتجاوز القضية الجنوبية ويتجاهل أطرافاً مؤثرة داخل اليمن وخارجها، أعلن صراحة مقاطعته اجتماعات اللجنة المشتركة (سلطة ومشترك)، التي لم تتقدم خطوة واحدة منذ تشكيلها قبل 5 أشهر. 
المصدر الإعلامي أساء للرئيس صالح، الذي تبوأ باسندوة خلال عهده الممتد مواقع حكومية رفيعة، يمكن اعتبار موقع وزير خارجية الجمهورية اليمنية في 1994 أهمها.
والسؤال الذي يفرض نفسه، تواً، هل كان باسندوة يدير السياسة الخارجية لليمن بالتنسيق مع الرئيس أم أنه كان يعمل وفقاً لتقديراته الشخصية، بمعزل عن السلطة التي يمثلها. وفي الحالين ماذا يمكن أن يُقال في رئيس وحكومة يسلمان السياسة الخارجية لرجل ليس له صلة بشؤون بلده؟
 المصدر الإعلامي الناقم على مستشار الرئيس ووزير خارجيته الأسبق، لم يشف غليله بعد! وقد ختم تصريحه ناصحاً باسندوة بمواصلة اهتماماته «بالشؤون الصومالية الخبير بها». 
 تنطوي النصيحة على انتقاص من شأن الصومال، الشقيق الأقرب لليمن، الذي انهارت دولته قبل عقدين جراء حقبة الديكتاتورية العسكرية. ومن عجب أن تصير الدراية بالشأن الصومالي نقيصة في اليمن، ذلك أن أكثر ما يحتاجه اليمنيون هو سلطة ومعارضة خبيرتان بالشؤون الصومالية حتى لا يغرق اليمني كما شقيقه الجنوبي في الصومال، في خليج عدن فيصير وجبة يومية لأسماك القرش ! 
«الشأن الصومالي» الوارد في مقام تعريض المصدر الإعلامي بشخصية يمنية رفيعة، يمكن تأويله علي أنه مخرج مركبات نقص لدى «رجال دولة» في بلدٍ يتدحرج إلى «الصوملة»، لا يريدون التخلي عن «عاداتهم السيئة» التي تثير الفرقة بين مواطنيهم. والمغزى هنا أن استدعاء «الشقيق الصومالي» في سياق التعريض بشخصية يمنية يغلب على قسماتها وسلوكها البعد العدني، بتعبيراته الانسانية والمدينية الراقية والمنفتحة، هو تنويع على نغمة قبيحة يستخدمها التسلطيون ضد شخصيات سياسية ووطنية بارزة، وخصوصاً جنوبية (ابن شملان، حسن باعوم، علي سالم البيض،...) ما يعني أن نغمه البدائية الغرائزية الطالعة من المركز ترددت في أرجاء الجنوب فعاد رجعها حاملاً نغمات على شاكلتها تصدر عن روحية انعزالية تتعالى على التاريخ والواقع، متوسلة تعويض المواطنة المهدورة بوطن مصطنع يرتكز على تعريف حصري للجماعة يتماهى بالتعريف السائد للجماعة اليمنية في "عاصمة الوحدة"!
Hide Mail

إقرأ أيضاً