"كرت أحمر" لـ"خليج عدن" و"الداهوفة" لـ"الفنانين"
عدن تستقبل عيد الأضحى بعرضين مسرحيين وآلاف الجنود
عدن- فؤاد مسعد:
تستعد فرق فنية بعدن لإحياء ليالي عيد الأضحى القادم بعدد من العروض المسرحية على قاعات متعددة، وهو احتفاء غدا يشكل صورة ملازمة لمثل هذه المناسبات، خصوصا في الآونة الأخيرة، حيث انتعشت آمال جمهور المسرح بعدن، وتمكنت فرق عديدة من الظهور بمستوى جيد أثار إعجاب الجمهور، وقاده لحجز تذاكر الدخول بشكل ينم عن حيوية آخذة في النمو والانتشار.
في السينما الشعبية بالشيخ عثمان تعرض فرقة الفنانين المتحدين أثناء إجازة عيد الأضحى القادم، مسرحية عنوانها "الداهوفة"، من تأليف وإخراج عبدالسلام عامر.
وفي سينما هريكن بكريتر تعرض فرقة خليج عدن مسرحية "كرت أحمر".
وهذا الصدد قالت لـ"النداء" أمل عياش المسؤولة الإعلامية لفرقة خليج عدن، إن الفرقة ستبدأ عرض مسرحيتها الجديدة "كرت أحمر" مع أول أيام العيد، ويستمر العرض 10 أيام، وتتضمن المسرحية عددا من القضايا والظواهر الاجتماعية، وتقدم خلال مشاهدها نقدا للسلوكيات الخاطئة والمرفوضة من المجتمع، حيث يرفع ضدها كرت أحمر، في إشارة للنقد والاعتراض عليها.
وأضافت عياش أن المسرحية بمشاهدها المختلفة تسلط الضوء على القضايا الاجتماعية بقالب كوميدي ساخر. ويشارك في المسرحية كل من الفنانين عدنان الخضر ورائد طه وقاسم رشاد وهشام الحمادي وسالي حمادة. والمسرحية من تأليف وإخراج عمرو جمال رئيس الفرقة، الذي صار يحظى مع فرقته بجمهور واسع، خصوصا بعد نجاح عرضهم المسرحي العام الماضي "معك نازلـ"، وهي المسرحية التي لاقت نجاحا في صنعاء وعدن، ثم عرضت في ألمانيا منتصف العام الجاري.
العيد في عدن هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة في كون المدينة تشهد استقبال بطولة خليجي 20 بعد العيد مباشرة، وهو ما يزيد من حظوظ الانتعاش لتلك العروض المسرحية، إلا أن مصاحبة البطولة لتشديد الإجراءات الأمنية وتكثيف التواجد الأمني والعسكري، وهو المشهد الذي بدأت عدن تعيشه منذ أيام، ومع بدء العد التنازلي لاستقبال البطولة، تتصاعد التعزيزات الأمنية لتطال مناطق لم تتعود على مثل هذا النوع من الإجراءات الاستفزازية من وجهة نظر البعض، والضرورية من وجهة نظر مسؤولي الأمن، وبالتالي فإن لذلك أثره السلبي على حركة الناس داخل المدينة ذات الأحياء المتعددة والمتباعدة نسبيا، وبالتأكيد سيحد ذلك من اتجاه الجمهور نحو الفرق الفنية وعروضها المسرحية التي سيتم عرضها في أكثر من حي من أحياء عدن، وهو ما أشار إليه مواطن وهو يبدي استغرابه من انتشار جنود الأمن بشكل مثير للخوف والقلق.
منذ أيام تصاعد التعزيز الأمني من خلال نشر الجنود على كافة مداخل وشوارع عدن، وعلى الطرق الرئيسية والفرعية، وأمام المكاتب والمؤسسات الحكومية ومكاتب البعثات الدبلوماسية والمناطق الحيوية، كما لوحظ إقامة متاريس ترابية في بعض الجولات، ويتم تشديد الإجراءات أثناء الليل، وفي حال استجد طارئ، وما أكثر الطوارئ التي تستجد لتجعل من الانتشار الأمني ضرورة وطنية لا مناص منها.
إلى ذلك، لا تزال الأوضاع تشهد توترا ملحوظا في مناطق أبين، وأهمها لودر وجعار، حيث تخوض القوات الحكومية حروبا متقطعة مع عناصر مسلحة يشتبه أنها على ارتباط بتنظيم القاعدة، كما أن الخط العام الذي يربط عدن بصنعاء عبر الضالع وردفان لا يسلم هو الآخر من أعمال تقطع يباشرها مسلحون ويتهم الحراك الجنوبي بالوقوف وراءها، وكانت تلك التقطعات أودت العام الماضي بحياة مواطنين، فيما تعرض آخرون لنهب ممتلكاتهم والاعتداء عليهم. وأدت تلك الأعمال التي يصحبها ويتبعها استحداث نقاط تفتيش عسكرية على طول الطريق، إلى تراجع الحركة العامة، وفي طليعتها النزهة إلى مدينة عدن أثناء العيد، كعمل درج على القيام به كثير من المواطنين في مختلف المحافظات، ورغم تصريحات بعض المسؤولين عن استقبال عدن لمئات الآلاف من الوافدين خلال إجازة العيد من المحافظات الأخرى، إلا أن الحقيقة تتجلى واضحة لا لبس فيها: عدن التي تترصدها مناورات القاعدة في مداخلها الشرقية، وترابط جماعات مسلحة في طريقها الرئيس، لم تعد مضيافا مناسبا لكل تلك المجاميع التي كانت تجد الطريق معبدا في مثل هذه الأيام إلى عدن، ومع أن معظم المسافرين إلى عدن صاروا يأتونها من طريق تعز، إلا أن هذا الطريق ليس بمنأى عن الجماعات المسلحة، خصوصا وقد شهدت الأسابيع الماضية حوادث عنف واعتداءات طالت المسافرين في منطقة كرش، على خط تعز -عدن.
في عيد الفطر الفائت فضل كثيرون السلامة، واكتفوا بزيارة مناطق وادي بنا في مديريات دمت والسدة والنادرة وإب، وهو ما فعله رئيس الجمهورية نفسه حين زار تلك المناطق في إجازة العيد، ثم قفل راجعا بعد افتتاحه أحد المنتجعات السياحية بدمت.
كل ذلك سيجعل من إقبال الناس على عدن في هذه الأيام كما لو كان مغامرة، ناهيك عن كون المدينة المثقلة بعتاد عسكري ضخم، يتعين عليها استقبال وافدي خليجي 20 الذي سيبدأ بعد 3 أيام من العيد.
ونقلت مواقع إخبارية عن رئيس اللجنة الأمنية العليا لخليجي 20، اللواء الركن صالح الزوعري نائب وزير الداخلية، قوله "إن الأجهزة الأمنية في أعلى درجات الجاهزية والاستعداد من النواحي اللوجستية والتقنية، بما في ذلك الجانب المروري، لتأمين فعاليات خليجي 20".
وأشار الزوعري إلى أن الأجهزة الأمنية في عدن وأبين قد بدأت خلال الأيام القليلة الماضية بتنفيذ الخطة الأمنية الخاصة بخليجي 20، مؤكدا أن "المنشآت الخاصة بخليجي 20، وملاعب التدريب الخاصة بالفرق المشاركة، وأماكن إقامتهم قد وضعت ومنذ فترة تحت الإجراءات الأمنية للخطة، قائلا إن آلاف الجنود قد انتشروا على امتداد مساحة الفعاليات لتأمينها وحمايتها، وإن اللجنة الأمنية تعمل في الميدان بصورة يومية للتأكد من فاعلية الإجراءات المتخذة".
المؤكد أن اللجان الأمنية والجنود موجودون بالفعل، وهو ما يشكل عامل إقلاق للمواطنين، خصوصا وأن بعض تلك الإجراءات تؤدي إلى عرقلة حركة الناس في الشوارع، كما حدث الأربعاء الفائت حين منع جنود الأمن حافلات النقل من الوصول لبعض الشوارع في حي السعادة بخور مكسر، وأجبر الركاب على السير مشيا على الأقدام لمسافات طويلة، ومثله ما حدث لمشاهدي مباراة اعتزال الكابتن خالد عفارة، حيث أغلقت المداخل المعروفة والمعتادة لدى الجمهور، وأرغموا على قطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام، مما أثار استياء معظم من حضروا الفعالية من عشاق الرياضة.
"كرت أحمر" لـ"خليج عدن" و"الداهوفة" لـ"الفنانين"
2010-11-10