مذيع العفو الرئاسي ينكل بأسرة أحد الصحفيين منذ عامين ونصف
* هلال الجمرة
قبل شهر و22 يوماً من احتضان محافظة تعز للذكرى ال20 للوحدة اليمنية، وإعلان حمود الصوفي "مكرمة الرئيس" بالعفو عن الصحفيين، كان مسلحون يمتّون بصلة قرابة للصوفي، يستهدفون منزل أسرة الزميل محمد الشرعبي، للمرة الخامسة، بسبب "كتاباته الصحفية". وبعد شهر و5 أيام، استعاد هؤلاء متاريسهم ونكثوا بالعفو وصوبوا نيرانهم باتجاه المنزل مجدداً لمرات متعددة وفترات متباعدة، آخرها عشية عيد الفطر.
منذ نحو عام، لم يعرج محمد سعيد الشرعبي على قريته. فوالده أصبح غير راضٍ عنه وحياته مهددة بالتصفية. وبحسب محمد فإن الصوفي استدعى والده "عدة مرات يطالبه بمنعه من الكتابة". لكن سعيد قحطان؛ والد محمد، لم يستطع منع ابنه، وأعلن لهم أكثر من مرة براءته مما يكتبه ابنه. ووسّط على ابنه صحفيين لإقناعه بعدم الكتابة على المحافظ وعلى المشاكل التي تعاني منها محافظة تعز، فقبل 3 أشهر كان سعيد قحطان يتصل برئيس لجنة الحقوق والحريات بنقابة الصحفيين جمال أنعم ليوسطه "إقناع ابنه بالكتابة في موضوعات أخرى لا تمس حمود الصوفي"، وسمعت جمال يرد على طلبه بأنه لا يستطيع أن يمنعه من ممارسة حق كفله له القانون، وأن ما يكتبه ابنه هو في نطاق الدستور والقانون، موضحاً أن من واجبهم كنقابة حمايته ومساندته والوقوف إلى جانبه وليس منعه من الكتابة.
جمال أنعم تكلم إلينا بعد انتهاء المكالمة عن حالة القلق والخوف التي تنتاب والد محمد، وأنه يتعرض للاعتداءات من قبل مسلحين بسبب كتابات ابنه عن محافظ تعز. وعن الشكوى التي يبثها والد محمد واليأس الذي وصل إليه من منع ابنه من الكتابة. لكن سعيد قحطان ظلّ محل اتهام وظلّ بيته واجهة لصدّ نيران "عصابة الليلـ"، حد وصف الشرعبي.
يظهر ارتباط وثيق بين ما يكتبه محمد سعيد ضد الصوفي وقوارح البنادق والقنابل على بيتهم في قرية "بني شعبـ"، التابعة لمديرية "شرعب السلام". فعقب نشر مقال يتطرق إلى الصوفي تصوب النيران وهكذا. وبسبب 10 مقالات أعدها الشرعبي حول "ما يمارسه المحافظ من انتهاكات وتنفيذ مشاريع فساد في مديرية شرعب بواسطة أقربائه"؛ نفذ المسلحون 9 اعتداءات بدأت في نهاية ديسمبر 2008. وفي آخر اعتداء، قريباً قبل أقل من شهر، "نجت عائلة الشرعبي بأعجوبة بعد أن نفذ المسلحون عملية ضرب نار على مطبخ منزلهم"، طبقاً لمحمد.
الشرعبي قال إن والده تلقى الأسبوع قبل الماضي تهديدات بالتصفية الجسدية خلال اتصال هاتفي تلقاه من الصوفي بسبب استمرار الصحف والمواقع الإخبارية في نشر قضيته. مؤكداً أن الصوفي توعّد والده، بغطرسة وغرور "برميه فريسة لعصابات الليلـ".
ينفي الصوفي وقوفه خلف الاعتداءات التي يتعرض لها منزل الشرعبي والتهديدات التي يتعرض لها والده. وفي تصريح لـ"نيوز يمن"، قبل أسبوع، قال إن اتهامات محمد له "مساع منه للدخول في عالم الشهرة على حسابه الشخصي". وأضاف: "إن كان صحيحاً ما يدعيه محمد بتعرض منزله لإطلاق نار فهناك جهات قضائية يلجأ لها وهي معنية بحماية المواطنين، والنظر بقضاياهم".
نهاية نوفمبر 2008 أعلن المسلحون بداية الحرب ضد أسرة الصحفي محمد الشرعبي، وألقوا بقنبلة على منزلها إثر نشره تقريراً صحفياً في صحيفة "الوسط" بعنوان "بيت الشباب مقراً للحاكم في شرعبـ". تكررت تلك الاعتداءات على منزل أسرة محمد حتى بلغت بحسب بلاغات محمد للنقابة 9 اعتداءات بالرمي بالقنابل والرصاص.
نقابة الصحفيين أدانت الاعتداءات التي يتعرض لها منزل سعيد قحطان والد الصحفي محمد الشرعبي في بيانات عدة، وطالبت حمود الصوفي باعتباره محافظ تعز، بسرعة القبض على المعتدين والتحقيق معهم. الأمر الذي لا يدركه الصوفي أنه محافظ تعز ويتحمل مسؤولية حماية والد الشرعبي باعتباره أحد مواطني المحافظة التي يقف على رأسها وتقع سلطته على أجهزة القبض والضبط. ومع ذلك فهو صديق قديم للصوفي وينتميان إلى قرية واحدة.
لم يتخذ الصوفي أي إجراءات من شأنها إيقاف الاعتداءات على منزل سعيد قحطان، وظلت حياة الأخير مهددة بالقتل في أكثر من زمن.
قبل أسبوع وجه النائب العام الدكتور عبدالله العلفي رئيس نيابة تعز بالتحقيق مع المسلحين المعتدين على منزل "الشرعبي"، إثر مطالبة أمين عام نقابة الصحفيين مروان دماج وعدد من الصحفيين له بالتحقيق في الاعتداءات خلال لقائهم به. وقد جاء اللقاء بعد مطالبة النقابة في بيانات سابقة السلطة المحلية في المحافظة بإجراء التحقيقات مع المعتدين، يقول الشرعبي إنها تجاهلت تلك المطالبات.
حتى اليوم، لا جديد في القضية، وأسرة محمد ما تزال مهددة بالموت من قبل المسلحين. والمكتب الإعلامي لحمود الصوفي يترصد أي مقال للرد عليه. لكن لا توجد أي ملامح هدوء في منزل الشرعبي. حتى إن نوافذ المنزل ما تزال مغلقة بالحجارة منذ اضطرت الأسرة إلى بنائها لصد رصاص المعتدين. وإزالة الحجارة من النوافذ، هي الشاهد الأكيد لزوال الخوف. ويرجو الزميل محمد الشرعبي من الجهات المعنية فتح التحقيق في "العمل الإرهابي، الذي تسبب في ترويع الأطفال والنساء عشية عيد الفطر، تمهيدا لمحاكمة كل من دبر ونفذ وعلى رأسهم المحافظ وابن شقيقته فؤاد غليس -رئيس العصابة".
مذيع العفو الرئاسي ينكل بأسرة أحد الصحفيين منذ عامين ونصف
2010-09-27