صنعاء 19C امطار خفيفة

عشم!

2010-08-09
عشم!
عشم!
* نعمان قائد سيف
في ما يعتبر تراجعاً عن تقييمه السابق، وصف الرئيس قبل أشهر في حوار صحفي متشعب، اتفاقية الدوحة بالـ"جيدة". ومعروف أن المشير كان قد أعلن تنصل حكومته من الاتفاقية المذكورة بزعم أنها ساوت بين السلطة والمتمردين، وتعاملت مع الأخيرين كند لها، ومن يومها توقفت الوساطة لإنهاء الحرب في صعدة، واستؤنف القتال بين الطرفين مرات، ولكن بصورة أشد ضراوة وحقارة عما كانت عليه قبل 3 سنوات، وتجمد الحديث أوتوماتيكياً حول كيفية صرف وتحويل المساعدة القطرية الموعودة والمقدرة ابتداءً بنصف مليار دولار لإعادة إعمار ما خربته الآلات العسكرية بأيدي سبأ، وازداد الدمار ليشمل مدينة صعدة في الجولتين السادسة والسابعة (ال7 حسبتها من يوم دخول المملكة السعودية طرفاً مضاداً للحوثيين في نوفمبر 2009 حتى توقف المواجهات في فبراير 2010)، وعليه تضاعفت الأضرار بالعمران والاقتصاد والخدمات، والناس بالضرورة، ولم تعد المنحة القطرية المرصودة /المحفوظة كافية لتغطية الخسائر الهائلة، وعلى الرياض تقع مسؤولية دفع التعويضات عما ألحقت معداتها الحربية الاستعراضية الحديثة من دمار شامل في عمق الأراضي اليمنية؛ بزعم صد المخربين، وتسببها في إطالة أمد الحرب، وتسعى إلى تحويل مساحة واسعة من محافظة صعدة إلى منطقة خالية من الحركة لضمان سيادتها القائمة على أراضٍ لا تخصها أصلاً!
بالعودة إلى الوساطة القطرية استبشر الناس خيراً بزيارة أمير قطر لصنعاء الشهر الماضي، والإعلان عن إحياء اتفاقية الدوحة ببنودها الخمسة، وتكرم صاحب السمو بالإفصاح مجدداً عن استعداد بلاده لمساعدة اليمن في التغلب على الكارثة المذكورة وفقاً للاتفاقية. غير أن الأيام التالية للزيارة صدمت الناس بتجدد الاشتباكات المتفرقة الشرسة بين الإخوة الأعداء، ما يوحي بأن الحرب الثامنة مفتوحة على أسوأ الاحتمالات، فيما جنوب لبنان بحضور رسمي وشعبي لازال يحتفي بتنفيذ الدوحة لوعدها بإعادة إعمار ما دمرته إسرائيل في بيت جبيل ومحيطها، وبنفس طيبة تم البناء، فيما لم تلقَ قطر الترحاب الرسمي المطلوب في اليمن، رغم حاجة البلاد لإعمار كل شيء فيها، وليس صعدة وحدها، ولا أظن أن الشقيقة الصغيرة الميسورة ستكف عن مساعيها لمساعدة شقيقتها المنحوسة، ولكن حتماً سنحتفي يوماً مع الأمير وحرمه المصون، بعودة الحياة إلى المحافظة المنكوبة، وإلزام السلطة الجهولة بالكف تماماً عن التفكير بحل مشكلة الجنوب بالعسكرة، فدرس صعدة ماثل لعيون من به رمد!
freejournMail

إقرأ أيضاً