بلدنا منكوب بنخبته السياسية الحاكمة التي تعتقد أنها في غاية الدهاء إذ تلاحق أكذوبة وتعيد ترويجها بوصفها هدية من السماء او من الشمال القصي!
من ذلك خبر استقبال مسؤولين من المجلس الانتقالي لباحث فرنسي في عدن وبحث أوجه التعاون بين البلدين!
حتى اللحظة لم يثبت ان الباحث الفرنسي باحث؛ ويمكن عزو ذلك إلى جهلي بالفرنسية أو جهل أصدقائي الباحثين الفرنسيين بزملائهم المشتغلين على شؤون اليمن!
الخبر الذي بثته قناة الانتقالي لم يكتفِ بخبر اللقاء؛ فبما أن الباحث فرنسي فمن الضروري تذكير الفرنسيين واليمنيين بعلاقة شاعر فرنسا الأشهر في القرن ال19 آرثر رامبو بعدن وتعلقه بل وشغفه بها.
ويثير الخبر قدرا من الإشفاق على اليمن وجنوبه!
فرامبو في مراسلاته العدنية بائس ومقامر ابيض يحتقر المدينة وسكانها ويصورها باعتبارها قطعة من جهنم.
هو في عدن ليس هو ولا عدن هي عدن!
فالشاعر النابغة كف عن كتابة الشعر في ال20 (وربما في ال18) من عمره. وجاء إلى "فردوس" عدن بقصد التجارة: تجارة الجلود والعبيد مستفيدا من موقع عدن. وعلى أية حال فإن الشاعر يثير التعاطف في سنواته الأفريقية العدنية، التعاطف لا الفخر.
الانتقالي مهتم بتاريخ عدن كما يبدو، ومن المؤكد انه يعرف ان هناك مبنى تم تعيينه كسكن للشاعر رامبو، ثم تحويل السكن إلى فندق شهير باسم رامبو خلف الملعب في المدينة العريقة.
والواقع ان دكاترة السلطة عقب حرب 1994 قرروا ان المبنى الذي سكن فيه رامبو هو ذاك الذي يعتقد انه دكان تاجر شهير بتجارة البن. وتم اطلاق اسم رامبو عليه بمظنة استرضاء فرنسا!
رامبو، ايها المحظوظ هل تدرك الان كم أن اليمنيين طيبون!